هوامل و شوامل
الهوامل والشوامل
پژوهشگر
سيد كسروي
ناشر
دار الكتب العلمية
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
١٤٢٢هـ - ٢٠٠١م
محل انتشار
بيروت / لبنان
كَانَ الَّذِي آثرها وَقصد إِلَيْهَا فَلَا تزَال كَذَلِك حَتَّى تهيج بك تِلْكَ الْقُوَّة الأولى مرّة أُخْرَى فَلَا يمنعك مَا جربته من نَفسك ووعظتها بِهِ - أَن تقع فِي مثله. وَسبب ذَلِك التَّرْكِيب من القوى الْمُخْتَلفَة النفسانية. وَلَيْسَ يُمكن الْإِنْسَان أَن يخلص بِقُوَّة وَاحِدَة ويصدر أَفعَال الْبَاقِيَة بِحَسب الَّتِي هِيَ أفضل وأشرف إِلَّا بعد معالجة شَدِيدَة وتقويم كثير وإدمان طَوِيل فَإِن الْعَادة إِذا استمرت والعزيمة إِذا أنفذت فِي زمَان مُتَّصِل طَوِيل - حصل مِنْهَا خلق فَكَانَ الحكم لَهُ وَصَارَ هُوَ الْغَالِب وَلذَلِك نأمر الْأَحْدَاث بالسيرة الجميلة ونؤاخذهم بالآداب الَّتِي تسنها الشَّرَائِع وتأمر بهَا الْحِكْمَة. واستقصاء هَذَا الْكَلَام وَذكر علله لَا تَقْتَضِيه الْمَسْأَلَة وَلَا يَفِي بِهِ الْمَكَان. فَإِن شكّ فِيمَا قُلْنَا شَاك وَظن أَن الْإِنْسَان الْمركب من القوى الثَّلَاثَة يجب أَن يكون لَا زمًا لأمر وَاحِد متركب من تِلْكَ القوى كَمَا نجد الْحَال فِي سَائِر المعجونات والمركبات من الطبيعة فَليعلم أَن مِثَاله لَيْسَ بِصَحِيح لِأَن قوى الْإِنْسَان النفسانية لَهَا من ذَاتهَا حركات تزيد وتنقص وأحوال - أَيْضا - تهيجًا. وَلَيْسَت كَذَلِك قوى الطبيعيات فلتنعم النّظر فِي ذَلِك تَجدهُ كَمَا أومأنا إِلَيْهِ وَذَكَرْنَاهُ.
(مَسْأَلَة سَأَلت بعض مَشَايِخنَا بِمَدِينَة السَّلَام عَن رجل اجتاز بِطرف الجسر)
وَقد اكتنفه الجلاوزة لَا يسوقونه إِلَى السجْن فأبصر مُوسَى وميضة فِي طرف دكان مزين فاختطفها كالبرق وأمرها على حلقومه فَإِذا هُوَ يخور
1 / 188