============================================================
تعيين ابن جماعة حاكما وخطيبا في الديار المصرية] وفي يوم الأربعاء تاسع شهر رمضان طلب القاضي بدر الدين محمد بن ال جماعة من القدس، وكان به حاكما وخطيبا إلى الديار المصرية، فوصل القاهرة يوم الاثنين رابع عشر شهر رمضان سنة تسعين، فأنظر ليلة الخميس عند الصاحب شمس الدين فأكرمه وبجله . فلما كان من الغد اجتمع في خدمة الصاحب بالسلطان بين الصلاتين، فولاه/55/ قضاء الديار المصرية جميعها، وخفي على الناس ولايته بقية نهار الخميس، فلما حضر إلى الجمعة للافطار عند الصاحب بقاضي القضاة، وصرح لمن حضره بعزل قاضي القضاة تقي الدين بن قاضي القضاة تاج الدين بن بنت الأعز. وطلب في تلك الليلة الحاكم ليحضرون(1) ويهنونه، واشتهر الخبر في البلد. فلما خرج من عند الصاحب وصل إليه التقليد والخلعة مع ولد القاضي عز الدين قاضي الحنابلة . وأصبح يوم الجمعة، وأمر الشهود بالمشي في خدمته بعد أن بعث إليه بكرة الجمعة يعلمه بتوليه خطابة جامع الأزهر والمدرسة الصالحية، فركب بالخلعة إلى دار الصاحب وعاد إلى منزله، ثم ركب إلى الجامع الأزهر لخطابة وعليه الخلعة . وكانت الفوقانية بيضاء والتي تحتها زرقاء. ورسم له وللقضاة الأربعة أن يلبسوا الطرحات مستمرين ملازمين للركوب بها. وانتقل يوم الجمعة الآتية إلى المدرسة الصالحية، ودرس بها يوم الأحد ثاني عشر شوال وكان درسا حفلا7(2).
خطبة الخليفة العباسي بسلطنة الأشرف خليل] وفي يوم الجمعة رابع عشر شوال رسم السلطان بإخراج الخليفة والإمام الحاكم بأمر الله تعالى ليخطب بنفسه ويذكر في خطبته توليته أمر المسلمين للسلطان الملك الأشرف صلاح الدين خليل بن السلطان/56/ الملك المنصور، فخرج بخلعة سوداء وهو متقلد بسيف محلا37)، فخطب الخطبة التي خطبها في الأيام ال الظاهرية، وهي من إنشاء القاضي شرف الدين أبو(4) العباس أحمد بن المقدسي ل لكنه غير منها ما يليق باسم السلطان، وكانت خطبته في الأيام الظاهرية يوم الجمعة حادي عشر المحرم سنة ستين وستمائة، فيكون بين الخطبتين ثلاثون سنة وتسعة (1) الصواب: "ليحضروا".
(2) خبر ابن جماعة في : المقتفي للبرزالي 1 /ورقة 177أ، وتاريخ سلاطين المماليك 9، وتذكرة النبيه 142/1، 143، وعيون التواريخ 81/23، والسلوك ج1 ق 770/3، وتاريخ ابن الفرات 125/8.
(3) الصواب: "محلى".
(4) الصواب: "أبي" .
صفحه ۴۹