============================================================
من مصر إلى قلعة دمشق، وذكروا أن ليلة وصولهم إلى دمشق ولد للسلطان مولود ذكر بالقلعة، ثم نودي في أسواق دمشق يوم الأحد ثاني عشرين ربيع الأول: من أراد أن يحضر لسماع قراءة "صحيح البخاري" فليحضر إلى الجامع تحت قية النسر، فاجتمع الناس بكرة الإثنين . وكان القارىء الشيخ شرف الدين الفزاري بحضور قاضي القضاة شهاب الدين الخويي، والقاضي شرف الدين بن المقدسي ال والشيخ نجم الدين بن مكي، وجماعة من المشايخ الرواة والأعيان (1) .
(تشويش العسكر على عكا] و في ثامن جمادى الأول حصل في العسكر على عكا تشويش بسبب الأمير علم الدين أبو خرص(2) الحموي، ونائب السلطنة/44/ بدمشق الأمير حسام الدين لاجين.
وفي غد ذلك اليوم وصل بريدي إلى النائب بدمشق يومئذ وهو الأمير سيف الدين طوغان أن يقبض إستاذدار الأمير حسام الدين لاجين وهو بدر الدين بكتاش ، لا وبالحوطة على موجوده، فعنذ ذلك قيدوه وبعثوا به تحت الحوطة إلى حضرة السلطان بعكا . وكان أستاذه قد قبضوه لأن الأمير علم الدين أبو(2) خرص جاء إليه وقال له: إن السلطان يريد أن يمسكك، فخاف. فلما كان في الليل حمل أثقال ه وأراد الهروب، وكان نازل(4) بالقرب منه الأمير علم الدين الدويداري، فركب وساق خلفه ورده وقال له : لا تكون(5) سبب هلاك المسلمين، فإن الفرنج إن علموا بهروبك قويوار3) على المسلمين والبلد فقد أشرف على أخذه، فرجع إلى فلما كان ثاني يوم طلبه السطان إلى عنده وخلع عليه وطمنه وطيب قلبه يومين، ويوم الثالث مسكه وسيره إلى قلعة صفد تحت الحوطة، ثم سيروه من صفد إلى مصر بجماعة من عسكر مصر(2) .
(1) خبر قراءة صحيح البخاري في: الدرة الزكية 317، 138، وعيون التواريخ 70/23، وعقد الجمان (3) 57.
(2) في المختار من تاريخ ابن الجزري 338 "أبو خوص" . والمثبت يتفق مع عيون التواريخ 70/23، والدرة الزكية 308. والصواب: "أبي" .
(3) الصواب: "أبا".
(4) الصواب: "نازلا".
(5) الصواب: "لا تكن" .
(6) هكذا في الأصل، والمراد : "قووا" .
(7) خبر تشويش العسكر في: المقتفي للبرزالي 1/ورقة 171أ، والمختار من تاريخ ابن الجزري 338، ودول الإسلام 144/2، والبداية والنهاية 320/13، ودرة الأسلاك 1/ورقة 90، 91، وعيون التواريخ 71/23.
صفحه ۳۷