وقوله: «مؤمن وكافر» قال ابن حجر: "يحتمل أن يكون المراد بالكفر هنا كفر الشرك بقرينة مقابلته بالإيمان، إلى أن قال: ويحتمل أن يكون المراد به كفر النعمة، إلى أن قال: في رواية أبي هريرة عند مسلم: "قال الله: ما أنعمت على عبيدي من نعمة إلا أصبح فريق منهم بها كافرين" وله في حديث ابن عباس: "أصبح من الناس شاكر ومنهم كافر" وعلى الأول حمله كثير من أهل العلم، إلى أن قال بعد كلام: وكانوا في الجاهلية يظنون أن نزول الغيث بواسطة النوء، إما بصنعه على زعمهم، وإما بعلامته، فأبطل الشرع قولهم وجعله كفرا، فإن اعتقد قائل ذلك أن للنوء صنعا في ذلك فكفره كفر شرك، وإن اعتقد أن ذلك من قبيل التجربة فليس <1/75> بشرك لكن يجوز إطلاق الكفر عليه وإرادة كفر النعمة لأنه لم يقع في شيء من طرق الحديث بين الكفر والشرك واسطة، فيحمل الكفر فيه على المعنيين ليتناول الأمرين والله أعلم. ولا يرد الساكت لأن المعتقد قد يشكر بقلبه أو يكفر. وعلى هذا فالقول في قوله، فأما من قال بهما هو أعم من النطق والاعتقاد، كما أن الكفر فيه أعم من كفر الشرك وكفر النعمة، والله أعلم بالصواب"، انتهى، وهو كلام مناسب لما عليه الأصحاب رحمهم الله.
قوله: _«ومن قال مطرنا بنوء كذا وكذا إلى آخره»، قال ابن حجر في حديث أبي سعيد عند النسائي: "مطرنا بنوء مجدح، بكسر الميم وسكون الجيم وفتح الدال بعدها مهملة، ويقال: بضم أوله هو الدبران بفتح المهملة والموحدة بعدها راء، قيل سمي بذلك لاستدبارها الثريا وهو نجم أحمر منير".
قال ابن قتيبة: "كل النجوم المذكورة له نوء غير أن بعضها أحمد وأغزر من غيره، ونوء الدبران غير محمود عندهم" انتهى.
وكان ذلك ورد في الحديث تنبيها على مبالغتهم في نسبة المطر إلى النوء، ولو لم يكن محمودا، أو اتفق وقوع ذلك المطر في ذلك الوقت، وإن كانت القصة واحدة.
صفحه ۷۴