<1/73> قوله: «أشرك فيه غيري» أي بأن يرائي فيه أو يطلب به عرض الدنيا، ومثل هذا الحديث قوله عز وجل: {فمن كان يرجوا لقآء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا}[الكهف:110]، قال البيضاوي: بأن يرائيه أو يطلب منه أجرا، روي أن جندب بن زهير قال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لأعمل العمل لله فإذا اطلع عليه أحد سرني فقال: "إن الله لا يقبل ما شورك فيه" فنزلت تصديقا له، وعنه عليه السلام: "اتقوا الشرك الأصغر، قالوا: وما الشرك الأصغر؟ قال: الرياء" والآية جامعة لخلاصتي العلم والعمل، وهما التوحيد والإخلاص في الطاعة، إلخ.
قوله: «من زعم أن محمدا رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية». قال في السؤالات: التقى الشيخ موسى يعني ابن هارون النفوسي بسقاء في سقاقس، فطلبه الشيخ أن يسقيه، فقال له السقاء: لا أسقيك حتى تجيب لي هذه المسائل وهن: من قال لامرأته أنت طالق لا طالق بل طالق يا مطلقة، قال: هي مطلقة منه تطليقتين، ومن قال لآخر: أنت خلاف لخلاف الذي هو خلاف لخلاف الجميل؟ قال: هو مدح، ومن قال: أنت خلاف لخلاف الذي هو خلاف القبيح؟ قال: هو ذم، ومتولي دعاء اللهم إني أسأل كنار انقطع لي منه ثياب ولا أسألك الجنة، فأوصل الكافين باللامين يوهم أنهما للخطاب؟ قال: ذلك جائز، والكنار شقق الحرير، وقال له ما تقول في عائشة وابن عباس وهما متوليان عندكم؟ قال ابن عباس: إن محمدا رأى ربه بعين رأسه، وقالت عائشة: من زعم أن محمدا رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية؟ قال: أراد ابن عباس علمه بتميز واستدلال من عقل ولا يعني به التفكير بل بتعلم، والأطباء تزعم أن العقل في الرأس، فسقاه، انتهى.
قوله: «صلى بأصحابه صلاة الصبح» إلى آخره، ذكر في الإيضاح هذا الحديث للاستدلال على نفي ما كان تتوهمه العرب أن هذه أشياء ليس لله فيها صنع، وأنها فعل غيره ونهاهم أن يعتقدوا ذلك.
صفحه ۷۲