<1/60> وقال أيضا في معنى «كونها على رجل طائر ما لم تعبر» ما نصه: قال شيخنا: قال الخطابي: هذا مثل ومعناه أنها لا يستقر قرارها ما لم تعبر، وقال في النهاية: أي أنها على رجل قدر جار وقضاء ماض من خير أو شر، وأن ذلك هو الذي قسمه الله لصاحبها، من قولهم: "اقتسموا دارا فطار سهم فلان في ناحيتها" أي وقع سهمه وخرج، إلى أن قال: والمراد أن الرؤيا التي يعبرها المعبر الأول، فكأنها كانت على رجل طائر فسقطت ووقعت حيث عبرت، كما يسقط الذي يكون على رجل الطائر بأدنى حركة" انتهى.
قوله: «فلينفث» قال في الصحاح: "النفث شبيه بالنفخ وهو أقل من التفل، وقد نفث الراقي ينفث وينفث والنفاثات في العقد السواحر إلخ"، وقال البيضاوي: "النفث النفخ مع ريق"، وقال العلقمي: "والنفث شبه النفخ دون تفل ريق".
قوله: «أراني الليلة عند الكعبة فرأيت رجلا آدم إلخ» لفظ الحديث في الجامع: "رأيت ليلة أسري بي موسى رجلا أدم طوالا جعدا كأنه من رجال شنوءة، ورأيت عيسى رجلا مربوع الخلق إلى الحمرة والبياض سبط الرأس، ورأيت مالكا خازن النار والدجال".
وقال في الصحاح: "وفي حديث المسيح أنه سبط الشعر كثير خيلان الوجه، كأنه خرج من ديماس يعني في نضرته وكثرة ماء وجهه كأنه خرج من كن؛ لأنه قال صلى الله عليه وسلم في وصفه: "كأن رأسه يقطر ماء". انتهى.
وأظن أن وصف عيسى عليه السلام بها مذكور في السؤالات.
قال شارح الجامع: "قال النووي: أما طوال فبضم الطاء وتخفيف الواو ومعناه طويل وهما لغتان، وأما شنوءة فبشين مفتوحة ثم نون ثم واو ثم همزة ثم هاء أي تأثيث وهي قبيلة معروفة، إلى أن قال: وأما قوله صلى الله عليه وسلم: "مربوع" فقال أهل اللغة: هو الرجل بين الرجلين في القامة ليس بالطويل البائن ولا القصير الحقير، وفيه لغات ذكرهن صاحب المحكم وغيره، وهي مربوع ومرتبع ومرتبع بفتح الياء وكسرها، وربع وربعة وربعة الأخيرة بفتح الباء والمرأة ربعة وربعة.
صفحه ۵۹