قوله: »الرؤيا من الله والحلم من الشيطان إلخ« لفظ الحديث في الجامع: "الرؤيا الصالحة من الله والحلم من الشيطان إلخ"، فيه أيضا: "الرؤيا الصالحة من الله والرؤيا السوء من الشيطان، فمن رأى رؤيا فكره منها شيئا فلينفث عن يساره وليتعوذ بالله من الشيطان فإنها لا تضره، ولا يخبر بها أحدا، فإن رأى رؤيا حسنة فليبشر بها ولا يخبر بها إلا من يحب"، وفيه أيضا: "الرؤيا ثلاث فبشرى من الله، وحديث النفس، وتخويف من الشيطان، فإذا رأى أحدكم رؤيا تعجبه فليقصها إن شاء، وإن رأى شيئا يكرهه فلا يقصها على أحد وليقم يصلي، وأكره الغل وأحب القيد" القيد ثبات في الدين، وفيه أيضا: "الرؤيا ثلاثة: منها تهاويل من الشيطان ليحزن ابن آدم، ومنها ما يهتم به الرجل في يقظته فيراه في منامه، ومنها جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة) وفيه أيضا: (رؤيا المؤمن جزء من أربعين جزءا من النبوة، وهي على رجل طائر ما لم يحدث بها، فإذا تحدث بها سقطت، ولا تحدث بها إلا لبيبا أو حبيبا".
قال العلقمي: قوله: "الرؤيا" بالقصر اسم للمحبوبة.
قوله: »الصالحة« قال شيخنا: قال القاضي: يحتمل أن معنى الصالحة حسن ظاهرها، ويحتمل أن المراد صحتها، قال: والرؤيا السوء تحتمل الوجهين أيضا سوء الظاهر وسوء التأويل.
<1/59> قوله: »والحلم« بضم الحاء وسكون اللام اسم للمكروهة.
قوله: »من الشيطان« قال النووي وغيره: "إضافة الرؤيا المحبوبة إلى الله تعالى إضافة تشريف بخلاف المكروهة، وإن كانتا جميعا من خلق الله تعالى وتدبيره وبإرادته، ولا فعل للشيطان فيها، لكنه يحضر المكروهة ويرتضيها ويسر بها".
وقال الزركشي: "هذا تصرف شرعي بتخصيص الرؤيا بما يراه من الخير، والحلم بما يراه من الشر، وإن كان في أصل اللغة لما يراه النائم".
صفحه ۵۷