<1/35> قوله: «لا مانع لما أعطى الله إلى آخره» ظاهر كتابة "لا مانع" اسم لا في هذا الحديث، وصريح كلام غيره أنه بالفتح من غير تنوين مع أنه شبيه بالمضاف؛ حيث اتصل به شيء من تمام معناه، وكان القياس تنوينه لكن جاء على ما ذهب إليه البغداديون.
قال في شرح التوضيح: وما ذكر من نصب المشبه بالمضاف وتنوينه هو مذهب البصريين؛ وأجاز البغداديون: (لا طالع جبلا) بلا تنوين، أجروه في ذلك مجرى المضاف، كما أجري مجراه في الإعراب، وعليه يتخرج الحديث: "لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت" قاله في المغني، وفي بعض كتب قومنا زيادة في هذا الحديث من أوله ولفظه.
وعن المغيرة بن شعبة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في دبر كل صلاة مكتوبة: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت، الحديث"، ثم قال في عقب هذا الحديث: دليل على استحباب هذا الذكر المخصوص عقب الصلاة المكتوبة، وذلك لما يشتمل عليه من معاني التوحيد، ونسبة الأفعال إلى الله تعالى، والمنع والإعطاء، وتمام القدرة. والثواب المرتب على الأذكار ثواب كثير من خفة اللسان بالأذكار، إلى أن قال: ليعلم أن المنع والإعطاء بيد الله سبحانه وتعالى.
«ولا ينفع ذا الجد» بفتح الجيم أي صاحب العناء والحظ منك غناه وحظه، أي إنما ينفع الإنسان عند الله عمله الصالح الذي يتقرب به إليه من صلاة وصدقات، ولا ينفعه غناه في الدنيا ولا حظه ولا جاهه إلى آخره.
قوله: «رسم المداد في ثوب أحدكم إلى آخره»، ومثله ما روي عنه عليه السلام أنه قال: "يوزن يوم القيامة مداد العلماء ودم الشهداء"، وفي بعض الروايات زيادة وهي: "فيرجح مداد العلماء على دم الشهداء"، وذكر في القناطر في فضل العلم والتعليم من الآيات والأحاديث والآثار ما يقضي منه العجب، فليراجع.
صفحه ۳۵