329

حاشية الترتيب لأبي ستة

حاشية الترتيب لأبي ستة

قال القرطبي: (غدا) هنا منصوب على الظرف وهو متعلق بمحذوف تقديره (اليهود يعظمون غدا) وكذا قوله: (بعد غد) ولا بد من هذا التقدير لأن ظرف الزمان لا يكون خبرا عن الجثة انتهى، وقال ابن مالك: الأصل أن يكون المخبر عنه بظرف الزمان من أسماء المعاني كقولك: غدا التأهب، وبعد غد الرحيل، فيقدر هنا مضافان ويكون ظرفا الزمان خبرين عنهما أي تعبيد اليهود غدا وتعبيد النصارى بعد غد انتهى، وسبقه إلى نحو ذلك عياض وهو أوجه من كلام القرطبي.

وفي الحديث دليل على فرضية الجمعة كما قال النووي لقوله: (فرض عليهم فهدانا الله له) فإن التقدير (فرض عليهم وعلينا فضلوا وهدينا) وقد وقع في رواية سفيان عن أبي الزناد عند مسلم بلفظ (كتب علينا)، وفيه أن الهداية والإضلال من الله تعالى كما هو قول أهل السنة، وأن سلامة الإجماع من الخطإ مخصوص بهذه الأمة، وأن استنباط معنى من الأصل يعود عليه بالإبطال باطل، وأن القياس مع وجود النص فاسد، وأن الاجتهاد في زمن نزول الوحي جائز، وأن الجمعة أول الأسبوع شرعا ويدل على ذلك تسمية الأسبوع كله جمعة وكانوا يسمون الأسبوع سبتا كما سيأتي في الاستقاء في حديث أنس، وذلك أنهم كانوا مجاورين لليهود فتبعوهم في ذلك، وفيه بيان واضح لمزيد فضل هذه الأمة على الأمم السالفة زاده الله تعالى، انتهى.

قوله: (وفيه ساعة) قال ابن حجر: كذا فيه مبهمة عينت في أحاديث أخرى ما سيأتي انتهى، أقول: ومن جملة التعيين ما ذهب إليه جابر رحمه الله كما ذكره بعد.

قوله: (لا يصادفها) قال ابن حجر: هو أعم من أن يقصد لنا أو يتفق له وقوع الدعاء فيها، انتهى.

صفحه ۴