317

حاشية الترتيب لأبي ستة

حاشية الترتيب لأبي ستة

قوله: »ويبقى مكشوفا عورته إلى السماء«، يعني إذا كان في ثوب واحد كما نص في الحديث، "قال العلقمي: قال في النهاية: وإنما نهى عنه لأنه إذا لم يكن عليه إلا ثوب واحد ربما تحرك أو زال الثوب عنه فتبدو عورته" انتهى. قال في الإيضاح عقب تفسير الصماء والاحتباء: "فعلى هذا لا يعيد الصلاة ما لم تنكشف عورته إذا كان يصلي بأعضائه كلها إلى الأرض" إلخ، وكلام ابن حجر صريح في أن الاحتباء خاص بالقاعد وهو الظاهر قال: "الاحتباء أن يقعد على إليتيه وينصب ساقيه ويلف عليه ثوبا، ويقال له: الحبوة وكانت من شأن العرب، وفسرها في رواية يونس المذكور بنحو ذلك" انتهى.

قوله: »حلة سيراء«، إلى آخره، قال في الصحاح: (والسيراء) بكسر السين وفتح الياء برد فيه خطوط صفر، إلى أن قال الشيباني: السيراء الذهب، والسيراء نبت، إلى آخره والظاهر أن المراد الأول.

<1/326> قوله: »إنما يلبس هذه من لا خلاق له في الآخرة« إلخ، الظاهر أنها كانت من الحرير بدليل ما صرح به في رواية قومنا، لفظه في الجامع "إنما يلبس الحرير في الدنيا من لا خلاق له في الآخرة". قال العلقمي: "قال في الفتح: والحرير معروف وهو عربي سمي بذلك لخلوصه، يقال لكل خالص: محرر، وحررت الشيء خلصته من الاختلاط بغيره،وقيل فارسي معرب".

قال ابن بطال: اختلف في الحرير فقال قوم: يحرم لبسه في كل الأحوال حتى على النساء. نقل ذلك عن علي وابن عمر وحذيفة وأبي موسى وابن الزبير، ومن التابعين عن الحسن وابن سيرين، وقال قوم: يجوز لبسه مطلقا. وحملوا الأحاديث الواردة في النهي عن لبسه على من لبسه خيلاء أو على التنزيه، قلت: وهذا الثاني ساقط لثبوت الوعيد على لبسه .

واختلف في علة التحريم على رأيين مشهورين؛

أحدهما: الفخر والخيلاء.

والثاني: كونه ثوب رفاهية وزينة فيليق بزي النساء دون شهامة الرجال.

صفحه ۳۱۸