قوله: «قال أبو عبيدة: اختلف في معنى قول الرسول ، إلى آخر» قال في الضياء: "طعن قوم من الملحدين في القرآن لاختلاف القراءات واختلاف أهل العلم في قول الرسول صلى الله عليه وسلم : "أنزل القرآن على<1/25> سبعة أحرف كلها شاف كاف" ولا معنى لطعن الملحدين في هذه الوجوه لأنهم ذهبوا من الاختلاف إلى التناقض فلم يجدوه بحمد الله، وليس بمستحيل أن ينزل الحكيم كلاما، يأمر بحفظه ودرسه ويبيح في قراءته الوجوه الصحيحة إلى آخره"، فذكر الوجهين اللذين ذكرهما المصنف ثم قال: "وقال قوم هي سبعة أوجه من اللغات متفرقة في القرآن لأنه لا يوجد فيه حرف قرئ على سبعة، وقال بعضهم هي سبع لغات في الكلمة. وقد تكلم أهل العلم في هذا المعنى وأكثروا وبينوا معاني قولهم بالاحتجاج، وهو معروف في آثارهم، وكل قد قال فيه بما يحتمل جوازه ألا ترى أن الألفاظ قد تختلف ولا يختلف المعنى لاختلاف الألفاظ.
والاختلاف نوعان اختلاف تغاير واختلاف تضاد، وليست واحدة والحمد لله في شيء من كتاب الله، إلا في الأمر والنهي من الناسخ والمنسوخ، واختلاف التغاير جائز، وذلك قوله تعالى:{ وادكر بعد أمة} [يوسف:45] بضم الألف والتشديد، أي بعد حين. وبعد أمة بفتح الألف والتخفيف أي بعد نسيان، وأشباه هذا كثير، انتهى.
فلفظ الحديث في بعض كتب قومنا: "أقرأني جبريل القرآن على حرف فراجعته فم أزل أستزيده فيزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف".
صفحه ۲۵