254

============================================================

والثاني: فاعل المصدر؛ كقوله تعالى: أو اطعله فى يور زى مسغة يتبما ذا مقرب [البلد: 14-15) تقديره أو إطعامه يتيما: والثالث: في باب النيابة؛ نحو: وقضى الأمر (مثود: 44)، أصله- والله أعلم -: وقضى الله الأمر.

والرابع: فاعل (أفعل) في التعجب إذا دل عليه متقدم مثله؛ كقوله تعالى: أسمع بهم وأبصر [مريم: 38)؛ أي: وأبصر بهم، فحذف (بهم) من الثاني لدلالة الأول عليه، وهو في موضع رفع على الفاعلية عند الجمهور والأضل أن يلي عامله، وقد يتأخر جوازا نحو: ولقد جاء مال فرعون النذر (القمر: 41)، و: كما أتى ربه موسى على قدر انتهى قال بعضهم: وبقي موضع سادس؛ وذلك إذا قام مقامه حالان نحو: فتلقفها رجل رجل، والأصل فتلقفها الناس رجلا رجلا، فحذف الفاعل وأقيم الحالان مقامه وصارا كالشيء الواحد نحو: حلو حامض في الرمان حلو حامض، وسابع وهو نحو: ما قام وقعد إلا زيد؛ لأنه من الحذف لا من التنازع؛ لأن الإضمار في أحدهما يفسد المعنى لاقتضائه نفي الفعل عنه وإنما هو منفي عن غيره مثبت له (قوله فاعل المصدر؛ كقوله تعالى: إطمام (الماندة: 89) الآية) فإن الفاعل فيه محذوف وليس بمضمر؛ لأن المصدر لا يتحمل الضمير كذا قالوا. وقال السيوطي في النكت: وعندي أنه في مثل ذلك يتحمله؛ لأن الجامد إذا أول بمشتق كأسد بمعنى شجاع يتحمله كما مر في باب المبتدأ فالمصدر الذي هو أصل المشتقات عند البصريين ومشتق عند الكوفيين من باب أولى على آن إطعام في تأويل أن يطعم وهذا تأويل بمشتق انتهى ولم أره لغيره (قوله عند الجمهور) أي: من البصريين وقال غيرهم: إن الفاعل ضمير مستتر فمن قائل إنه راجع إلى المصدر المفهوم من أفعل، ومن قائل: إنه راجع إلى المخاطب، وسيأتي هذا البحث إن شاء الله تعالى (228)

صفحه ۳۲۸