183

============================================================

وقوله عليه الصلاة والسلام: "خمس صلوات كتبهن الله في اليؤم والليلة"؛ فالمبتدأ فيهما خاص؛ لكونه موصوفا في الآية، ومضافا في الحديث، وقد ذكر النحاة لتسويغ الابتداء بالنكرة صورا، وأنهاها بعض المتأخرين إلى نيف وثلاثين موضعا، وذكر بعضهم آنها كلها ترجع للعموم والخصوص، فليتأمل ذلك!.

والخبر جملة لها رابظ، كازيد أبوه قائم)، ولا ولباش التقوى ذلك خير} (الأعراف: 6)، ولاقةما الحاقة(الحائة: 1-2)، وزيد نمم الرجل، إلا في نخو: قل هو الله أحه "الاخلاص: 1): اخص مما لها صفة فإذا جاز جسم حي في الدار لوجود التخصيص بالصفة ينبغي آن يجوز رجل في الدار؛ لأنه أخص منه بدرجات. فإن قلت: الدليل على أن المخصص الصفة أنك لو قلت ولعبد خير باسقاط الصفة لم يجز قلت: هو مستقيم في الإعراب وهو الذي نريده ألا ترى أنك إذا قلت العالم قديم لكان كلاما مع أنه كذلك. فإن قلت: نعم هذا مرادنا والخبر هنا لا يصح فإن مضمونه عبد خير من عبد. قلت: نعم إلا أن كلامنا في شرط المفردات؛ لأن المبتدأ مفرد وليس شرطه في هذا المحل صفة وإنما جاء الفساد من جهة الإخبار بما لا يجوز الإخبار به كما في الكذب والكلام في شرط المفردات غيره في شرط المركبات انتهى. وهو كلام دقيق يلوح عليه مخايل التحقيق (قوله كتبهن الله) أي: اوجبهن يحتمل أنه خبر أول، وفي اليوم خبر ثان وأنه نعت والخبر الجار والمجرور.

وجعل كتبهن خبرا والجار متعلق به يرد عليه أن الكتب وهو الفرض سابق على اليوم والليلة (قوله إلى نيف) النيف بالتشديد والتخفيف ما زاد على العقد حتى يبلغ الثاني وفي الصحاح هو ما زاد على العقد الثاني (قوله وذكر بعضهم أنها إلخ) قاله العز بن جماعة، وقال كثير: كلها ترجع إلى حصول الفائدة وإليه أشار ابن مالك بقوله: والا يجوز الابداء بالكرةما لم تفد كحتد زيد تمره وهو من الحسن بمكان. قال الحمصي: لا يخفى أن الخبر والحال أخوان ، وسيأتي أن الحال يقع صاحبها نكرة على قلة، ثم قال: ومن وقوع المبتدأ نكرة من غيره مسوغ مذ 223)

صفحه ۲۳۳