وفي هذا إشارة إلى أن العلامة استفاد من الآراء الفقهية للطوسي، وإن كان العلامة درس علم الحكمة والهيئة عنده- كما ورد في الإجازة لبني زهرة، لا علم الكلام، كما ورد في مقولة الشيخ الحر العاملي (1)- ولكن من الممكن أن يكون قد تعرض في مناسبة ما إلى هذه المسألة الفقهية.
وقال السيد الأمين بعد نقله لكلام الحر العاملي وصاحب الرياض:
أقول: المنقول أن القطب الرازي قرأ على العلامة في الفقه، وقرأ عليه العلامة في المعقول، وكأنه حصل الاشتباه بهذا (2).
أقول: إن قوله: «قرأ عليه العلامة في المعقول» لم يرد في واحد من المراجع المعتبرة والقديمة. يضاف إلى ذلك أن هذه المقولة غير صحيحة للأدلة التالية:
أ- لقد ولد القطب الرازي في عام 694 وتوفى في عام 766 (3)- على الصحيح- وفي رواية أخرى توفى عام 776. وعلى ذلك يكون عمر العلامة ستة وأربعين عاما عند ما ولد الرازي: (46 648- 726)، وعند ما توفي العلامة كان الرازي ابن اثنين وثلاثين عاما: (32 694- 726). هنا إذا افترضنا أن الرازي كان ابن خمسة وعشرين عاما، وجاء العلامة ليدرس عنده، فإن ذلك يقضي أن يكون العلامة شيخا ابن واحد وسبعين عاما وقد توجه لدراسة المعقول عند شاب يبلغ من العمر خمسة وعشرين عاما:
(71 648- 719)، (719 25+ 694) وكيف يعقل أن العلامة الذي درس إلهيات الشفاء عند حكيم العصر المحقق الطوسي وهو شاب- أي إلى السنة الرابعة والعشرين من عمره- يأتي وهو كهل ابن واحد وسبعين عاما، ليدرس المعقول عند تلميذه الشاب البالغ من العمر خمسة وعشرين عاما.
صفحه ۴۵