(الخامسة عشرة) يُسْتَحَبُّ أَنْ يُوَدِّعَ أَهْلُهُ وجيرانهُ وأَصْدِقاءُه وأنْ يودّعُوهُ وَيَقُولُ كلُّ واحدٍ مِنْهُم لِصاحبه أَسْتَوْدِعُ اللّهَ دِينَكَ وَأَمَانَتَكَ وَخَوَاتِيمَ عَمَلِكَ زَوَّدَكَ اللهُ التَّقْوَى وَغَفَرَ ذَنْبَكَ وَيَسَّرَ لَكَ الْخَيْرَ حَيْثُ كُنْتَ

وكل ما أنعمت به على وعليهم من آخرة ودنيا فاحفظنا أجمعين من كل سوء يا كريم (قوله الخامسة عشرة يستحب أن يودع أهله الخ) ورد أنه ﷺ كان إذا أراد سفراً أتى أصحابه فسلم عليهم وإذا قدم من سفر أتوا إليه فسلموا عليه. وروى أبو يعلى والطبرانى عن أبى هريرة رضى الله تعالى عنه إذا أراد أحدكم سفراً فليسلم على إخوانه فيسن له أن يذهب إلى من ذكرهم المصنف ليودعهم ويتحلل منهم ويطيب قلوبهم ما أمكنه ويلتمس منهم الدعاء لما أخرجه الطبرانى إذا أراد أحدكم سفر أفليسلم على إخوانه فإنهم يزيدونه بدعائهم إلى دعائه خيراً وإنما كان هو المودع لأنه المفارق والتوديع منه والقادم يؤتى إليه ليهنى بالسلامة والمراد بالأمانة فى قوله وأمانتك أهله ومن يخلفه وماله عند أمينه وذكر الدين هنا لأن السفر مظنة التفريط فيه وخواتيم الأعمال لأن المدار عليها ثم هذا الدعاء الذى ذكره مجموع من حديثين صحيحين زاد النسائى آخره واقرأ عليك السلام. وينبغى للمقيم أن يزيد عليه إذا ولى المسافر اللهم اطوله البعد وهون عليه السفر لأنه مؤلم قاله لمريد سفر قال يا رسول الله إنى أريد أن أسافر فأوصى قال عليك بتقوى الله والتكبير على كل شرف أو مرتفع فلما ولى قال اللهم اطو له البعد رواه أحمد والترمذى وحسنه والنسائى وابن ماجة. وأن يطلب من الخارج الدعاء لما صح أنه ﷺ طلبه من عمر لما أراد العمرة بقوله يا أخى لا تنسنا من دعائك وفى رواية يا أخى أشركنا فى دعائك. وأن يشيعه بالمشى معه كما قاله جمع للاتباع أيضاً رواه أبو داود وكذا الحاكم وصححه وأن يصافحه عند مفارقته فيما يظهر للاتباع أيضاً رواه أبو داود والنسائى وأن يواسيه بشىء إن كان محتاجاً كما هو ظاهر أخذاً من اعتذار ابن عمر رضى الله عنهما لمن ودعه بقوله ليس لى ما أعطيكه ويسن للخارج طلب وصاية المقيم له بالخير الحديث المذكور ودعاؤه له لما رواه أحمد والنسائى وابن ماجة أنه ﷺ قال إذا خرجت إلى سفر فقل لمن خلفته أستودعكم الله الذى لا تضيع ودائعه وابن السنى أنه ﷺ قال من أراد أن يسافر فليقل لمن يخلف أستودعكم الله الذى لا تضيع ودائعه ويقاس به الدعاء المتقدم فيقول لهم أستودع الله دينكم إلى آخره كما صرح به المصنف