ويختلف باختلاف الأمم والأعصار، ويتعدد تارة ويتحد أخرى. والمسمى لا يكون كذلك وإن أريد به ذات الشيء فهو المسمى لكنه لم يشتهر بهذا المعنى. وقوله تعالى: تبارك اسم ربك [الرحمن: 78] وسبح اسم ربك [الأعلى: 1] المراد به اللفظ لأنه كما يجب تنزيه ذاته سبحانه وتعالى وصفاته عن النقائص، يجب تنزيه الألفاظ الموضوعة على عن الرفث وسوء الأدب. أو الاسم فيه مقحم كما في قول الشاعر:
إلى الحول ثم اسم السلام عليكما
هو أن الاسم قد يطلق ويراد به اللفظ كما في: كتبت زيد أو قد يطلق ويراد به المسمى كما في: كتب زيد فإذا أطلق بلا قرينة ترجح إرادة اللفظ أو المسمى كقولك: رأيت زيدا فإنه يحتملهما بلا رجحان فالقائل بالغيرية يحمله على اللفظ وبالعينية على المسمى. قوله:
(ويتعدد تارة) أي قد يتعدد الاسم مع اتحاد المسمى كما في الترادف واجتماع الاسم واللقب والكنية ويتحد الاسم تارة أخرى مع تعدد المسمى كما في المشترك. قوله: (وقوله تبارك اسم ربك وسبح اسم ربك المراد به اللفظ) جواب عن سؤال يرد على قوله: «لكنه لم يشتهر بهذا المعنى» تقرير السؤال أن المراد بالاسم ههنا الذات بقرينة نسبة التنزيه إليه والمنزه عن النقائص هو ذات الله تعالى لا الصوت والحرف والوقوع في القرآن دليل الاشتهار. قال الإمام: احتج من قال الاسم هو المسمى بالنص والحكم أما النص فقوله تعالى: تبارك اسم ربك [الرحمن: 78] والمتبارك المتعالي هو الله تعالى لا الصوت ولا الحرف، وأما الحكم فهو أن الرجل إذا قال: زينب طالق وكان زينب اسم امرأته التي تحته وقع عليها الطلاق ولو كان الاسم غير المسمى لكان قد أوقع الطلاق على غير تلك المرأة فكان يجب أن لا يقع الطلاق عليها. ثم قال: والجواب عن الأول أن يقال: كما أنه يجب علينا أن نعتقد كونه تعالى منزها عن النقائص والآفات كذلك يجب علينا أن نعتقد تنزيه الألفاظ الموضوعة لتعريف ذات الله تعالى وصفاته عن الرفث والعبث وعن جميع ما يشعر بسوء الأدب في حقها كذكره على وجه التحقير وتسمية الغير به وبيانه بما لا يليق به، وعن الثاني أن قولنا: زينب طالق معناه أن الذات التي يعبر عنها بهذا اللفظ طالق فلهذا السبب وقع الطلاق عليها. قوله:
(أو الاسم فيه مقحم) جواب ثان معطوف على قوله: «المراد به اللفظ». قوله: (كما في قول الشاعر) يعني لبيدا:
تمنى ابنتاي أن يعيش أبوهما ... وهل أنا إلا من ربيعة أو مضر
فقوما وقولا بالذي قد عرفتما ... ولا تخمشا وجهنا ولا تحلقا الشعر
(إلى الحول ثم اسم السلام عليكما) ... ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذر
صفحه ۴۱