حاشیه بر تفسیر بیضاوی
حاشية محيي الدين زاده على تفسير القاضي البيضاوي
ژانرها
سيما وقد راعى في ذلك ما يعجز عنه الأديب الأريب الفائق في فنه وهو أنه أورد في هذه الفواتح أربعة عشر اسما هي نصف أسامي حروف المعجم، إن لم يعد فيها الألف حرفا برأسه، في تسع وعشرين سورة بعددها إذا عد فيها الألف الأصلية مشتملة على أنصاف أنواعها. فذكر من المهموسة وهو ما يضعف الاعتماد على مخرجه ويجمعها ستشحثك القرآن. قوله: (وهو) أي الذي يعجز عنه الأديب أنه تعالى أورد في هذه الفواتح أربعة عشر اسما وهي: الألف واللام والميم والصاد والراء والكاف والهاء والياء والعين والطاء والسين والحاء والقاف والنون. وهذه الأسماء الأربعة عشر نصف أسامي حروف الخط المعجم وهي الحروف المقطعة التي مجموعها ثمانية وعشرون حرفا إن لم تعد الألف اللينة حرفا برأسها بناء على أن الهمزة والألف حرف واحد بالذات، إلا أنها إذا تحركت يقال لها همزة وإلا فألف، أو لأن الألف اللينة ليست حرفا أصليا بل هي مقلوبة من الواو والياء. قوله: (في تسع وعشرين سورة) حال من قوله «أربعة عشر اسما» أي أوردها كائنة في تسع وعشرين سورة هي بعدد الحروف البسيطة المقطعة إذا عد فيها الألف اللينة حرفا برأسها وإلا فهي ثمان وعشرون حرفا كما مر ثمان سور من هذه السور التسع والعشرين مفتتحة بقوله: الم وخمس سور منها مفتتحة بقوله: الر* وواحدة بقوله: يس وواحدة بقوله: كهيعص وواحدة بقوله: طه وسورتان منها بقوله: طسم* وواحدة بقوله: طس وواحدة بقوله: ص وست سور بقوله: حم* وواحدة بقوله: حم عسق وواحدة بقوله: ق وواحدة بقوله: ن ومجموع الأسامي المذكورة في أوائل هذه السور التسع والعشرين ثمانية وسبعون اسما وبعد إسقاط ما تكرر منها بقي أربعة عشر اسما وهي ما ذكرناه. قوله:
(مشتملة) حال من أربعة عشر أي أورد في هذه الفواتح أربعة عشر اسما حال كونها مشتملة على أنصاف حروف المعجم. وأراد بالأنصاف ما هو أعم من التحقيقية والتقريبية لأن المذكور من بعض الأنواع نصفه تقريبا، مثل نصفه الأقل ونصفه الأكثر كما سيجيء إن شاء الله تعالى.
قوله: (فذكر من المهموسة) وهي عشرة أحرف يجمعها قولك: ستشحثك خصفه.
وخصفه اسم امرأة، والشحث الإلحاح في السؤال ذكر منها نصفها تحقيقا وهو خمسة: الحاء والهاء والصاد والسين والكاف، ويقابلها المجهورة وهي ثمانية عشر حرفا وهي حروف قولك: ظل قور بض إذا غزا جند مطيع. وذكر منها نصفها تحقيقا وهو تسعة أحرف يجمعها قولك: لن يقطع أمر. وفسر المهموسة بقوله: «وهي ما يضعف الاعتماد على مخرجه» وبضعف اعتماده على مخرجه لا يقوى على منع النفس فيجري معه النفس وجري النفس مع الحرف مما يضعفه، فظهر أن المهموسة حروف ضعيفة في أنفسها لضعف اعتمادها على
صفحه ۱۲۱