حاشیه بر تفسیر بیضاوی

محیی الدین شیخ زاده d. 950 AH
111

حاشیه بر تفسیر بیضاوی

حاشية محيي الدين زاده على تفسير القاضي البيضاوي

ژانرها

وجعلوا المسمى صدر كل اسم منها كما ترى إلا الألف اللينة في وسط نحو جاء فإنه لما لم يتأت لهم تصدير اسمها بها لتعذر الابتداء بالساكن استعاروا الهمزة مكان مسماها، يعني أن أسماء حروف المباني مركبة من ثلاثة أحرف ومسمياتها حروف وحدان. ولما كانت مسميات تلك الأسماء ألفاظا مثلها راعوا لطيفة في تسميتها بها بأن جعلوا المسميات في صدور تلك الأسماء ليكون المسمى عند ذكر الأسماء أول ما يقرع الأسماء إلا الألف اللينة فإن الألف على ضربين: لينة ومتحركة فاللينة تسمى ألفا والمتحركة همزة، فالألف اللينة لما تعذر الابتداء بها لسكونها استعاروا الهمزة مكان مسماها. والسر في مراعاة هذه اللطيفة في وضع هذه الأسماء قصد سرعة الانتقال من الاسم إلى المسمى ومن اللفظ إلى المعنى. قوله:

(ليكون تأديتها بالمسمى) من قبيل أخذت بالخطام في أخذت الخطام لأن فعل التأدية يتعدى بلا واسطة. قوله: (واستعيرت الهمزة إلى آخره) بيان لوجه كون اسم الألف اللينة مخالفا لأسماء سائر الحروف البسيطة حيث لم يكن اسمها مصدرا بمسماه كما كانت أسماء سائر الحروف البسيطة مصدرة بمسمياتها. قوله: (وهي ما لم تلها العوامل موقوفة خالية عن الإعراب) لما فرغ من تحقيق اسمية الألفاظ المذكورة وما يتعلق بها أراد أن يبين أنها من أي قسم من أقسام الأسماء معربة أم مبنية فاختار أنها قبل أن تليها العوامل موقوفة أي معربة، وأن سكون أواخرها سكون وقف مثل سكون زيد وعمرو حال الوقف لا سكون بناء كسكون لدن ومن، وإنما قال: «ما لم تلها العوامل» لأن هذه الألفاظ حال التركيب مع العوامل معربة بلا خلاف تقول: هذا ألف وكتبت ألفا ونظرت إلى ألف، وأما قبل توارد العوامل عليها فقد اختار المصنف أنها معربة أيضا كما ذهب إليه جمهور المحققين من النحاة، فإنهم عرفوا المعرب بأنه الذي يختلف آخره باختلاف العوامل وليس معناه أنه تختلف العوامل في أوله وبالفعل ويختلف آخره بحسب ذلك الفعل، وإلا لزم أن لا يكون الاسم الذي لم يتوارد عليه عوامل مختلفة بل سلط عليه عامل واحد فقط معربا وهو باطل للقطع بأن لفظ زيد في قولك: جاءني زيد معرب وإن لم تختلف العوامل في أوله بالفعل ولم يختلف آخره بالفعل ولو اختلف العوامل في أوله لاختلف آخره والاسم قبل تركيبه بالعامل كذلك فيكون معربا قطعا. وذهب ابن الحاجب إلى أن الاسم قبل تركيبه بالعامل مبني لأنه فسر المبني بما ناسب مبني الأصل أو وقع غير مركب وهو تصريح بأن المعرب قبل تركيبه بالعامل مبني لانتفاء موجب الإعراب الذي هو التركيب، فإن قلت: قوله خالية عن الإعراب يدل على أن الألفاظ المذكورة قبل التركيب ليست بمعربة عنده فكيف تزعم أن المختار عنده كونها معربة وأن سكونها سكون وقف؟ قلنا: الإعراب يطلق على معنيين أحدهما كون الاسم بحيث لو اختلف

صفحه ۱۱۷