175

حاشیه سندی بر صحیح بخاری

حاشية السندي على صحيح البخاري

ژانرها

علوم حدیث

والعجب ممن قال كأن المؤلف أراد أن يفسر معنى قوله من كان آخر كلامه الخ بالموت على الإيمان مطلقا ؛ قلت : ولا يخفي ما فيه أما أولا فلأن حمل قوله من كان آخر كلامه على هذا المعنى بعيد جدا ، وأما ثانيا فلأنه مخالف للمعهود إذ المعهود وضع الترجمة شرحا للحديث أو مسئلة يستدل عليها بالحديث لا وضع الترجمة ليكون الحديث شرحا لها ، وأما ثالثا فلأن حديث أبي ذر ونحوه معلوم بالإشكال محتاج إلى التأويل بخلاف حديث من كان آخر كلامه ، فينبغي أن يحمل حديث أبي ذر ونحوه على حديث من كان آخر كلامه ليزول به الإشكال ، وأما حمل حديث من كان آخر كلامه على حديث أبي ذر ونحوه فهو ما يزيد الإشكال ، فأي فائدة في هذا الحمل والله تعالى أعلم.

رقم الجزء : 1 رقم الصفحة : 419

قوله : (وقلت أنا من مات الخ) كأن ابن مسعود ما بلغه هذا اللفظ مرفوعا ، وإلا فقد صح هذا اللفظ من حديث جابر مرفوعا وكأنه أخذه من مفهوم الخلاف بناء على إنحصار الدار بين الجنة والنار ؛ وقيل : أخذه من كون الشرك سببا لدخول النار وانتفاء السبب يوجب انتفاء المسبب ، وعند انتفاء النار تعين دخول الجنة لانتفاء دار أخرى ، ولا يخفى أن الحديث لا يفيد انحصار السببية في الشرك ، فيجوز وجود سبب آخر لدخول النار والله تعالى أعلم.

420

صفحه ۱۸۴