أقاويل غي في الزمان نواجم وكم وكم له في الشعر من مجال هذا ، وقد أجازه العلماؤ الأعلام ، فأجازه شيخه المحقق المدقق بحر العلوم الغزير عز الإسلام محمد بن إبراهيم المؤيد وقد أشرك معه زميله العلامة عبدالله بن إسماعيل الحشحوش إجازة تامة في جميع مقروءاته ومسموغاته ، وأجازه المولى العلامة جمال الإسلام وترجمان الأنام الذي لايشق له غبار السيد علي بن محمد العجري ، كما أجازه سيدنا العلامة عنوان العلماء أحسن بن محمد سهيل رحمهم الله تعالى ، كما أجازه السيد العلامة محمد بن أحسن الوادعي ، كما أجازه العلامة القاضي أحمد بن محمد الشمط .
وله فضائل لست أحصي عدها من رام عد الشهب لم تتعدد
وللحليم إشارة .
أما الورع فقد كان أورع أهل الناس فلقد كان يدع الحلال خوفا أن يقع في الشتبه مع عز نفس فلقد كان يترك القرضة من أهل صعدة لأنه سمع من سفهاء أهلها أنه لايلقي الخطب من على منبرجامع الإمام الهادي إلا ليعطوه ويركنوا عليه ، فلعزة نفسه ترك القرضة من أهل المدينة ، أما من تكلم في جانبه فعقابه على الله الذي يعلم خائنة الأعين وماتخفي الصدور ، ولقد خرج يوما من جامع الإمام الهادي بعد التدريس فلقي سيدا من أهل الحاجة ووجهه متغيراللون ، فقال له : سألت أحد أهل السوق من أهل صعدة قرضا لأني وأهلي لانجد الغداء فكهرني وقهرني ورد علي بكلام قاس بلاه الله بالحاجة والفقر ، فأجابه الوالد : لاتحزن إني سأقدم حاجتك قبل حاجتي ، فطرح الكتب وسار يقترض لذلك السيد من حي الحاج صالح مفتاح رحمه الله ، وبعد ذلك مشى في قضاء حاجته ، ومن العجيب أن الله عاقب ذلك التاجر - الذي بزر بالسيد - بالحاجة والفقر ، عرفت ذلك أنا .
صفحه ۱۴