وقد صمم الرشيد على قتل جعفر، وسجن يحيى، وبقية أولاده، فصادر أموالهم الكثيرة، ونكل بمن مدحهم، أو ظل يمدحهم بعد نكبتهم إلا القليل، وأصبحت هذه الأسرة أسرة بائسة ذاقت من البؤس والشقاء بمقدار ما ذاقت من النعيم والرفاهية.
وتوفي يحيى، وهو في السجن ... ولحق به ابنه الفضل.
المواليا
وكان مما يؤثر أنه في عهد الرشيد ظهر نوع جديد من الشعر يقال له المواليا، ظهر في بغداد بعد الفتك بالبرامكة؛ فقد ذكروا أن الرشيد لما قتل جعفرا البرمكي أمر أن لا يرثى بشعر، فرثته جارية له في بيتين على وزن خاص، وجعلت تنشدهما، وتقول: يا مواليا يا مواليا ... إلخ ... فلا كان شعرا ولا كان نثرا، وهما:
يا دار أين ملوك الأرض أين الفرس
أين الذين حموها بالقنا والترس
قالت تراهم رمم تحت الأراضي الدرس
سكوت بعد الفصاحة ألسنتهم خرس
وهذا النوع هو الذي تطور فيما بعد، وتطور اسمه من مواليا إلى مواويل، جمع موال.
الثورات في عهد الرشيد
صفحه نامشخص