واستبدت مرة واحدة
إنما العاجز من لا يستبد
ويوما يوعز إلى من يرسل إليه قصيدة من غير توقيع يقول فيها:
هذا ابن يحيى قد غدا مالكا
مثلك ما بينكما حد
أمرك مردود إلى أمره
وأمره ليس له رد
وهكذا، وهكذا من أساليبه الخفية الشريرة، تعاونه على ذلك السيدة زبيدة زوجة الرشيد بأحاديثها في الليل مع زوجها، والطعن على البرامكة؛ وقد كانت تكرههم، وتود زوال سلطتهم؛ حبا في الرشيد، ورجوع السلطة إليه وإليها.
نكبة البرامكة
فلما اعتزم الرشيد أن ينكب البرامكة، كان قد قرر بعد طول التفكير أن لا يظهر ذلك لأحد ... نادى جعفر بن يحيى - كالمعتاد - وسلم عليه فرد السلام أحسن رد، ورحب به، وضحك في وجهه، وأجلسه في مرتبته، وكانت مرتبته أقرب المراتب إلى أمير المؤمنين، ثم حدثه وضاحكه، فأخرج جعفر الكتب الواردة عليه من النواحي فقرأها عليه، وأخذ رأي الرشيد فيها، وقضى حوائج الناس، ثم استأذنه جعفر في الخروج إلى خراسان في يومه هذا، فدعا الرشيد بالمنجم - كالعادة - فقال المنجم: هذا يوم نحس، وهذه ساعة نحس. ولا يبعد أن يكون الرشيد اتفق مع المنجم على ذلك ليصده عن السفر.
صفحه نامشخص