وأصبح نقفور لهارون ذميا
وقال غيره:
لجت بنقفور أسباب الردى عبثا
لما رأته بغيل الليث قد عبثا
فلما علم عاد من وقته يحاربه، وهكذا العاطفة الحادة تكون كجو أمشير؛ هادئة في لحظة، ثائرة في لحظة ...
حظه أكبر من صفاته
وربما كانت شهرته أكبر منه، وحظه أكبر من صفاته، ولكنها الدنيا إذا أقبلت على أحد وهبته محاسن غيره، وإذا أدبرت عنه سلبته محاسن نفسه، والحق أن العشرة الأولين من الخلفاء العباسيين كانوا كلهم عظاما إذا استثنينا الأمين.
وكان لكل منهم ميزة في تأسيس الدولة العباسية، ورفع شأنها ... ولكن لم ينل أحد من الحظ ما نال الرشيد، وحتى الأمين لا نستطيع أن نصدق كل ما روي عن بلاهته وغفلته.
فقد وضع عليه القصاصون حكايات كثيرة لا تتفق مع ترشيحه للخلافة في ذلك العصر، ومع تربيته تربية دقيقة رباه بها الرشيد.
ولكن المؤرخين دائما مولعون بالاستهانة بمن سقط في الميدان، وإعلاء شأن من نجح فيه، ولو كان الأمين قد تغلب على المأمون لانعكست الآية من عصر إلى عصر ... خصوصا وأن التاريخ الأول للأمين وضع في عهد خصمه المأمون، وانتقل بعد ذلك.
صفحه نامشخص