69

جنگ و صلح

الحرب والسلم (الكتاب الأول): إلياذة العصور الحديثة

ژانرها

قال نيكولا: ها قد بلغت غايتك من الكلام، إنك أسففت بحقنا جميعا، ولقد أفسدت مرحنا. هيا بنا إلى غرفة الأطفال.

ونفر الأربعة وكأنهم رف طير مذعور، فلاحقتهم فيرا بقولها: بل إنكم أنتم الذين وجهتم إلي إسفافا وحماقات، إنني لم أخاطب أحدا بمثلها.

وتعالت من وراء باب الحجرة المغلق أصوات هازئة تقول: مدام دوجانليس! مدام دوجانليس!

غير أن فيرا الجميلة لم تبال بذلك، لقد أرضاها أنها أحفظتهم وأحنقتهم، فابتسمت وتوقفت أمام المرآة تصلح من غطاء رأسها (إيشارب) وزينتها. ولما انعكس بهاء وجهها على صفحة المرآة، ازداد إشراق وجهها، وتزايدت برودتها.

خلال ذلك، كانت الصديقتان تتناجيان في البهو. كانت الكونتيس تقول جوابا على حديث الأميرة: آه يا عزيزتي! إن في حياتي أيضا كثيرا من الأشواك، إننا إذا لبثنا على ما نحن عليه من إنفاق، فلن تلبث ثروتنا حتى تنضب بعد قليل، والخطأ في هذا خطأ النادي وطيبة قلبه. إننا لا نعرف الراحة والهدوء حتى في الريف؛ حفلات وصيد وقنص، والله يعرف ماذا أيضا! ولكن ما فائدة التحدث عني؟ أنبئيني كيف تتدبرين شأنك؟ أتدرين يا آنيت أنني أعجب بك غالبا؟ امرأة وحيدة وفي مثل سنك، تجري من مكان إلى آخر، من موسكو إلى بيترسبورج، فتحدث الوزراء وكل أفراد الطبقة الراقية، وتجد دائما اللهجة المناسبة للحديث. حقا إنني معجبة بك. إنني لأرتبك أشد الارتباك لو وجب علي فعل ذلك.

أجابت الأميرة: آه يا عزيزتي! اشكري الله على أنه أراد لك أن تبقي جاهلة، ألم الترمل وبؤسه، وشقاء الوحدة وفقد السند، وعلى ذراعيك ابن تحبينه لدرجة العبادة. إن التعاسة مدرسة ممتازة.

وأردفت في شيء من الفخار: إن دعواي قد هذبتني وعلمتني. إنني عندما أضطر إلى مخاطبة شخصية رفيعة، أرسل إليه كلمة على بطاقة: «إن الأميرة فلانة، ترغب في رؤية سيدي فلان أو فلان.» ثم أستقل عربة، وأذهب إلى حيث أراه، وأعيد الكرة مثنى وثلاث، حتى أظفر بما أريد. إن ما يقوله الناس وما يتخرصون به عني لا يهمني في شيء. - ومن التمست من أجل بوريس؟ ها هو ذا ضابط في الحرس، بينما صغيري نيكولا قد انخرط صف ضابط فقط في فيلق الخيالة. إن ابني لا يجد من يدعمه ويزكيه. مع من تحدثت بشأن ابنك؟

قالت آنا ميخائيلوفنا بلهجة متباهية: مع الأمير بازيل، يا له من رجل ظريف! لقد قبل طلبي من فوره ، وتحدث إلى الإمبراطور.

نسيت الأميرة، وهي تتحدث عن انتصارها، مبلغ الضراعة والتوسل والإهانة التي لحقت بها، والتي يرجع إليها الفضل في نجاحها.

سألت الكونتيس: الأمير بازيل؟ ألم يهرم بعد؟ إنني لم أره منذ أن كنا نتقابل في حفلاتنا لدى آل روميانتسيف، قد يكون نسيني.

صفحه نامشخص