108

جنگ و صلح

الحرب والسلم (الكتاب الأول): إلياذة العصور الحديثة

ژانرها

فاعترضت آنا ميخائيلوفنا: ولكن يا أميري، لقد أقيم له منذ حين أكبر طقس ديني، فدعه في راحة، ما رأيك يا بيير؟

كان الفتى قد اقترب منهما، وراح ينظر بذهول إلى وجه الأميرة المنقلب السحنة، وخدي الأمير المتقلصين.

صرخ الأمير بازيل بحزم وقسوة: ستكونين مسئولة عن كل ما يحدث، فكري في ذلك، إنك لا تعرفين ما تعملين.

وصرخت كاتيش: أيتها المرأة الملعونة!

ثم ارتمت فجأة على آنا ميخائيلوفنا، وانتزعت الحقيبة من يدها، فأطرق الأمير بازيل برأسه، وسقطت ذراعاه إلى جانبيه.

وفي تلك اللحظة فتح الباب؛ ذلك الباب الرهيب الذي استأثر طويلا بنظرة بيير، والذي كثيرا ما كان يوارب بهدوء، فتح في تلك اللحظة بعنف حتى اصطفق بالجدار، وظهرت ثاني الأميرات التي هرعت إليهم وهي تضرب كفا بكف، وتصيح: ماذا تعملون؟! إن الكونت يموت، ومع ذلك تتركونني وحيدة.

سقطت الحافظة من يدي كاتيش، فانحنت آنا ميخائيلوفنا مندفعة والتقطتها بقوة وركضت إلى غرفة النوم؛ فتبعها الأمير وكاتيش بعد أن سيطرا على اضطرابها، ولم تمض لحظات، حتى غادرت كاتيش غرفة النوم شاحبة الوجه، ممتقعته، تعض شفتها السفلى، فلما وقع بصرها على بيير، لم تستطع السيطرة على غضبتها، فصرخت في وجهه قائلة: لينشرح صدرك، هذا الذي كنت تريده.

واختنق صوتها بالعبرات، فأخفت وجهها بمنديلها، وجرت مبتعدة.

وظهر الأمير بازيل بدوره مترنحا في مشيته، وارتمى على الأريكة التي كان بيير جالسا عليها، وهو يحجب عينيه بيده، ولاحظ بيير أن وجهه شديد الارتعاش، وأن ذقنه كانت ترتعد وكأنه واقع تحت تأثير حمى خبيثة.

قال الأمير، وهو يمسك بمرفق بيير: آه يا صديقي!

صفحه نامشخص