حرکت ترجمه در مصر در طول قرن نوزدهم
حركة الترجمة بمصر خلال القرن التاسع عشر
ژانرها
17
وكان المترجم إذا انتهى من الحصة ذهب إلى غرفته، وشرع في ترجمة الكتب الإفرنجية، وكان يتفق لهؤلاء المترجمين أن يكتسبوا خبرة عظيمة في المادة التي يتولون ترجمتها حتى إن بعضهم قام بتأليف الكتب العلمية أو بتدريس العلم الذي تخصص في ترجمته فأغنوا الحكومة عن بذل الأموال، وحافظوا على أوقات التلاميذ أن تضيع. فمثلا قام يوسف فرعون بترجمة عدة مؤلفات طبية حتى صار يؤلف في هذا الفن؛ إذ أصدر في سنة 1262 كتاب «غاية المرام في الأدوية والأسقام». أما الأب روفائيل فقد دخل مدرسة الطب مترجما، وبعد فترة كان يلقبه الدكتور كلوت بك في تقاريره الرسمية بلقب دكتور.
تدريس اللغات الأجنبية «الإيطالية والفرنسية» في المدارس الأميرية
أدخل تعليم اللغات في المدارس التجهيزية ليهيئ التلامذة للاستفادة من دروس أساتذتهم الإفرنج بدون عناء، ولتعجيل الاستفادة من فن الطب أنشأ الدكتور كلوت بك مدرسة للغة الفرنسية يتعلم فيها التلامذة هذه اللغة وقت فراغهم، والظاهر أن تلك الإجراءات لم تؤت ثمرتها، فاضطر محمد علي باشا إلى إرسال بعض التلاميذ إلى البلاد الأوروبية؛ لأنهم إذا تعلموا في بيئة غير بيئتهم تعودوا الكلام بلغة الإفرنج، وظفروا بتجويد اللغات الأجنبية.
مدرسة لغات:
ورد في الوقائع المصرية رقم 89 بتاريخ 3 جمادى الثانية سنة 1245 «الخواجة أويس السمعاني الروماني من طائفة الإفرنج فتح مكتبا جديدا (مدرسة) في وكالة جواني في حارة الموسكي يعلم به اللغة العربية والفرنساوية والإيطالية، ويذهب إلى بعض البيوت ليلا ونهارا؛ ليعلم تلك اللغات لمن يريد أن يتعلمها»، وعلق المستر «هيورث دن»
18
على ذلك قائلا: «يلوح أن أويس المذكور بالرغم مما ورد في المصادر المطبوعة لم يكن أوروبي الجنسية؛ بل كان سوريا، وعاش حقبة في إيطاليا وفرنسا، ثم جاء إلى مصر بقصد التكسب، وكان التعليم في مدرسته مقصورا على اللغات العربية والإيطالية والفرنسية»، ولم تذكر الوثائق المصرية مقدار اهتمام الحكومة بهذه المدرسة، وإلى أي درجة نجحت في تخريج المترجمين، وما هو عدد المتخرجين فيها وإلى أي سنة ظلت أبوابها مفتوحة.
وبالإجمال يمكننا أن نعد هذه المرحلة مقدمة لمرحلة أخرى ازدهرت فيها الترجمة ازدهارا عظيما من حيث الدقة والسرعة وكثرة الإنتاج. (2-2) المرحلة الثانية: من سنة 1831 إلى سنة 1835
استعان محمد علي باشا بعدد من الأجانب؛ لتنفيذ البرنامج الذي وضعه لإنهاض مصر، ولكنه لم يكن يستطيع أن يستمر على هذه الحالة فأرسل المصريين إلى أوروبا ليتعلموا بغية أن يحلوا محل الأجانب حتى إذا عادوا جعلهم أعوانا ومساعدين للأجانب، ثم قلدهم إدارة المصانع والمدارس والدواوين، وطلب إليهم ترجمة الكتب النافعة. على أنه لم ينتظر عودتهم إلى مصر ليكلفهم أعمال الترجمة؛ بل أمرهم بالشروع فيها وهم يتلقون العلم في العاصمة الفرنسية، وإذا أمر الباشا بشيء، أراد تنفيذه على الوجه الأكمل. ففي رسالة بتاريخ 18 رجب سنة 1245
صفحه نامشخص