فقالت بحدة: قمر في مثل سن أمك وهي عقيم!
فقال رغبة في الإثارة ليس إلا: ولكنها جميلة وغنية! - لم يبق من عمر جمالها إلا أيام، وإذا كنت ترغب حقا في الثراء فماذا يصدك عنه؟
فتساءل منكرا: أترضين لي خيانة عهد عاشور الناجي؟ - ولكن الإثراء عن طريق امرأة لا يقل عن ذلك عارا!
فقال لا عن إيمان ولكن تماديا في إثارتها: لا أظن ذلك. - حقا؟! إذن دعني أختر لك عروسا مناسبة من بنات الوجهاء! - هو أيضا إثراء عن طريق امرأة! - ولكنه طبيعي لا شذوذ فيه، وأصارحك بأن هذا ما يتمناه قلبي! فرنا إليها بقلق وقال: إنك لا تسلمين بحياتنا المجيدة إلا مضطرة، أصدقت حقا أني أستهين بحب الناس وبالعظمة الحقيقية؟ - أكنت تمكر بأمك؟ - كنت أداعبها!
فقالت باستياء: لست أنانية كما تتصور. أمس فقط رفضت يد سيد وجهاء الحارة!
فقطب منزعجا وقد تخضب وجهه بالدم، فقالت: وعيوشة كانت الواسطة أيضا! - عليها اللعنة! - قلت لها إن أرملة عاشور الناجي لا تقبل أن يحل محله رجل آخر.
فقال بجفاء: أقل ما يمكن أن يقال.
فقالت بتحد: قلته إكراما لأبيك لا خوفا منك. - ومن الوغد؟ - ليس وغدا، وما طلبه مشروع. - من هو؟ - عنتر الخشاب صاحب الوكالة!
فقال بازدراء: إنه متزوج ويماثلني في السن!
فهزت منكبيها استهانة وقالت: هذا ما كان! أما حالنا فنحن نجري العدل بين الناس ونظلم أنفسنا!
صفحه نامشخص