فهدهدت فلة شمس الدين وقالت: أما أنا فأرغب في أن يمتد نهر الخير حتى يسبح فيه هذا الولد!
53
وقرر عاشور أن يواجه التحدي بلا تسويف.
مال في طريقه إلى دكان شيخ الحارة ليحييه. استقبله الرجل بحرارة وهو يقول: أهلا بسيد الحارة وراعيها.
فشاع السرور في صدر عاشور وقال: أهلا بشيخ حارتنا!
وإذا به يقول: أتدري يا معلم أنني كنت على وشك الذهاب للقائك؟
فخفق قلبه ولكنه قال: أهلا بك في أي وقت. - أجدني في حاجة إلى رأي الناجي أحق الناس بالكلام عن الحارة الهالكة.
54
هكذا دخل محمود قطائف دار عاشور، وجلسا متجاورين على ديوان بالبهو، على حين توارت فلة وراء الباب الموارب. احتسيا القهوة وهما يتبادلان كلمات المجاملة حتى قال الرجل: بحاجة أنا إلى رأي رجل يعده الجميع ولي نعمتهم!
فقال عاشور بفتور: في خدمتك يا شيخ حارتنا.
صفحه نامشخص