فقال بهدوء لا يناسب المقام: سوف يهديني الله إلى مشيئته.
3
انزعجت سكينة لدى رؤيتها زوجها الشيخ على ضوء المصباح المرفوع بيسراها، وتساءلت: ماذا أرجعك كفى الله الشر؟!
وسرعان ما رأت الوليد فهتفت: ما هذا يا شيخ عفرة؟ - عثرت عليه في الممر. - يا رحمة الله!
تناولت الوليد برقة، جلس الشيخ على كنبة بين البئر المغطاة والفرن وهو يغمغم: لا إله إلا الله!
راحت سكينة تهدهد الطفل، ثم قالت بحنان: إنه ذكر يا شيخ عفرة!
فحرك رأسه صامتا، فقالت باهتمام: يلزمه غذاء. - وما درايتك بذلك وأنت لم تنجبي ذكرا ولا أنثى؟! - أعرف أشياء، ومن يسترشد يجد من يرشده. ماذا أنت فاعل به؟ - نصحوني بأن أذهب به إلى القسم. - هل يرضعونه في القسم؟! لننتظر حتى يظهر من يبحث عنه. - لن يبحث عنه أحد.
وتجلى صمت مفعما بالانفعالات حتى تمتم الشيخ عفرة زيدان: أليس من الخطأ أن نبقيه أكثر مما ينبغي؟
فقالت بحماس وحرارة: الخطأ خطأ من ضيعه.
ثم قالت وهي تتلقى إلهاما بالرضا: لم يبق لي أمل في الإنجاب!
صفحه نامشخص