وقال دنقل: لا تغادر مسكنك، أبدا. ستلقى لدى أول خطوة خارجة مصرعك!
35
أدرك فتح الباب موقفه عاريا. قال لجدته سحر: ما أنا إلا أسير محاصر!
فتأوهت العجوز وقالت: ما باليد حيلة، اقنع بنصف الأمل.
فهتف بأسى عميق: علي اللعنة إن خنت جدي لحظة واحدة! - وكيف تتحدى القوة؟
فتفكر متحيرا وهو يغمغم: الحرافيش!
فقالت بإشفاق: سيقتلونك قبل أن تتصل بأحد منهم!
36
لبث فتح الباب في الأسر، لا يدري أحد ما سر انزوائه، ويؤول بالزهد تارة أو بالمرض. كانت الأعين ترصده نهارا وليلا، وحتى جدته حيل بينها وبين الخروج. وكان يعلم علم اليقين بأن حياته رهن بتحمس الحرافيش، وأنه سيتلاشى يوم تتلاشى أسطورتهم ويركبهم الهوان. واشتد الحذر بالعصابة، ولم يتوانوا عن مراقبة الحرافيش وممارسة الإرهاب والعنف.
وذات يوم وثب حميدة على دنقل فبطش به واستأثر لنفسه بالمركز الأول في العصابة. وعندما اطمأن جانبه من ناحية الحرافيش أعلن نفسه فتوة على الحارة.
صفحه نامشخص