وتجلى الرضا في وجهه وفي حركاته المرحة، وقال: ليهنأ عاشور في غيبته الملائكية! وليسعد شمس الدين في جنات النعيم.
لم يفكر أحدهم لحظة واحدة في إيقاظه من الحلم أو الاستهانة بسعادته. وبدا هو كأنما قد نسي الغربة والمطاردة ونعم بحسن الختام. وقال بهدوء: إلي بالحمام والطعام، ولتحل بركة الله بالأرض.
58
نام سماحة بقية النهار كله، وسهر الليل في ساحة التكية. عرفها هذه المرة عن طريق الأذن والأنف واللمس. ودعا بقوة الخيال صورة التكية والتوت والسور العتيق. وراح يملأ قلبه بالأنغام في ارتياح وغبطة.
وبسط راحتيه وقال: حمدا لله الذي شاءت إرادته أن أدفن إلى جوار شمس الدين. حمدا لله الذي أذنت رحمته للعدل أن يظل في حارتنا. حمدا لله الذي أورث ابني خير إرث للإنسان؛ الخير والقوة.
وجرى شكره في ظل نشيد يترنم:
هو آنكه جانب أهل خدا نكهدرد
خداش در همه حال أزبلانكه دارد
شهد الملكة
الحكاية السادسة من ملحمة الحرافيش
صفحه نامشخص