207

رأى عينيه محمرتين ثقيلتين بالخمار. أدرك في الحال صعوبة مهمته، ولكن كيف يتصرف وهو يعلم أنه يستيقظ في الضحى، وأنه - قرة - يفتح المحل في الصباح الباكر، وأن حجرة الإدارة لا تتسع لمثل هذا الحديث؟ - ماذا أيقظك؟

فمضى به إلى حجرته. ارتمى على ديوان وهو يقول في حذر: موعظة الفجر؟

فتجاهل سخريته وقال برقة: عندي حديث هام أرجو أن يتسع له صدرك يا رمانة. - حقا؟! - هذا مؤكد!

فقال بتربص: تحت شرط ألا يكون له علاقة بالأخلاق! - لا شيء مقطوع الصلة بالأخلاق.

فقال بعناد: أرفض الاستماع. - صبرك. ليس كما تتصور. إنه أمر يهمك أكثر مما يهمني، ولا يمكن إهماله. - أثرت فضولي؟

فوضع راحته على منكبه برقة وهمس: إنه يتعلق بعزيزة!

تراجع رأس رمانة كأنما ضرب بحجر وتمتم: عزيزة؟! - كريمة إسماعيل البنان. - لا أفهم شيئا، ماذا تريد أن تقول؟!

فقال بهدوء ناعم وقوي في آن: عليك أن تتزوج منها، وفي الحال!

أزاح اللاثة عن رأسه. تخلص من راحة أخيه بهزة من منكبه وقال بحدة: لا حياء! أين الحياء؟! كيف اتصلت بك؟! - لا يهم، المهم أن نمنع وقوع مأساة.

فقال بسخرية: لا مأساة إلا في خيالك! - أعتقد أنها مأساة حقيقية.

صفحه نامشخص