182

38

ودع الرجل زوجته وأولاده وغادر داره متسللا قبيل الفجر.

مع الصباح الباكر وقفت محاسن في الدكان تمارس حياتها الجديدة. كانت كئيبة حزينة ضائقة بسرها، وكانت تقف بين الشك واليقين مما حكاه زوجها. لقد خدعها أعواما، وربما له عذره، ولكنه خدعها، فهل صدقها أخيرا أم تمادى في خداعه؟

ومر بها شيخ الحارة فسألها عن زوجها، ماذا أقعده في البيت، فقالت بوجوم: سافر إلى الصعيد.

فدهش الرجل وقال: أمس قابلته فلم يخبرني بشيء.

فقالت باستسلام: سافر! - صاحب همة عالية، ولكنك لست كعادتك يا ست محاسن. - بخير يا ريس. - متى يرجع؟

فلاذت بصمت واجم، فتساءل الرجل بحذر: امرأة أخرى؟

فقالت بحدة: كلا. - هل تطول غيبته؟ - ستطول أعواما يا ريس! - يا للخبر! - قسمتي. - ولكنك تخفين أشياء.

فقالت بفتور: كلا.

فمضى الرجل وهو يقول: لا أمان للصعايدة!

صفحه نامشخص