فحنى رأسه امتثالا، وتحرك حركة توحي بوجوب إنهاء المقابلة، فتساءلت بقلق: أم جئت لغرض آخر؟
فتطلع إليها بنظرة دهشة فقالت بجرأة: من أجل الزجر والتأديب؟
فهتف بصدق: أعوذ بالله من خاطر لم يدر لي في بال!
فلاذت بالصمت فعاد يقول بحرارة: ما نطقت إلا بالصدق.
فانقشع التوتر من شفتيها وحل مكانه سلام. وعند ذاك قلبت الصفحة قائلة: لقد نجحت في مهجرك والحمد لله. - أجل. انتفعت بمدخري الذي حملته معي. - تسعدنا ولا شك سعادتك.
فتوقف قليلا، ثم قال: النجاح لا يوفر دائما السعادة. - تلك حقيقة عرفتها بنفسي، ولكن ماذا حرم عليك السعادة أنت؟
فلاذ بصمت ذي مغزى، فارتبكت وقالت: نحن أيضا خسرنا السعادة.
فتمتم: يا لها من لعنة! - كانت سنية هانم تردد دائما أن اللعنة قد حلت بنا.
أدركت من تجنبه السؤال عن أمه أنه علم بمصيرها فندمت على ذكرها، ولكنه قال: لعلها صدقت.
فقالت بأسى: كانت تعدني اللعنة.
صفحه نامشخص