فقال بمرارة: كان سعيد الحظ! - والأولاد ما مصيرهم؟!
فقال بامتعاض: فلندعهم ينعمون بنوم سعيد.
37
توقفت الحارة عن نشاطها المألوف لتشهد المزاد الخاص بالرجل الذي كان أغنى أغنيائها من قبل أن ينزلق في هاوية الإفلاس.
ثمة سحائب كانت تركض فوق سطح الشمس في اليوم الأخير من أمشير. ووقف بكر سليمان الناجي وسط الشركاء الذين انقلبوا دائنين. جفت فوق شفاههم بسمات التودد، انداح فوق خدودهم شحوب القلق، وارتباك التحفز، ولكن الأشداق انتفخت بحتمية التصميم.
ومال سعيد الفقي شيخ الحارة على أذن عثمان الدرزي الخمار وسأله متهكما: لم لم ير حلم النجاة مثل جده الأول؟
فهمس الخمار: أحلام المتخمين كوابيس!
وقبيل المناداة بدقيقة ترامى رنين جرس مؤثر.
اتجهت أبصار نحو مدخل الحارة فرأوا كارتة قادمة يتوسطها رجل. ترى أهو مزايد طارئ من الخارج؟ وقفت الكارتة عند الحلقة. غادرها شاب في عباءة سوداء، وعمامة مقلوظة، طويل رشيق، ذو سحنة غير غريبة.
وأكثر من صوت هتف: يا ألطاف الله! هذا خضر سليمان الناجي!
صفحه نامشخص