تراجع بكر، ومضى خضر يجفف دمه بمنديله. قال بكر: إنه غادر يستحق التأديب. - لا أريد أن أسمع كلمة هنا.
وردد بصره بينهما في غضب، وأمر قائلا: اتبعاني.
ومضى نحو الدار مثل أسد جريح.
22
وقفوا أمامه جميعا، بكر وخضر ورضوانة وسنية. صاح بفظاظة: الحقيقة!
لم ينبس أحد، فصاح: الويل لمن يخفي همسة!
ورمى رضوانة بنظرة حادة آمرا: تكلمي يا رضوانة!
فأجهشت في البكاء، فهتف متبرما: لا أحب الدموع.
فتمتمت وهي تشهق: لم أقل إلا أنني أريد أن أعيش بعيدا. - هذا وحده لا يعني شيئا ذا بال!
فقال بكر: فهمت من حديثها أنها تكره أن تعيش في دار واحدة مع خضر! - لماذا؟ أريد حقيقة ملموسة.
صفحه نامشخص