واعترفت قائلة في استسلام ناعم عذب: بصعوبة شديدة واريت فرحتي!
ثم فيما يشبه الغناء: ولم يداخلني شك في أنه أنت!
خرس وجفل، فقالت وهي تحدجه بجرأة: هذه هي القصة، فهل فهمت؟
فقال بصوت متهدج: ساق الحظ إليك خير الشقيقين.
فقالت برقة وعتاب: لا تسمعني صوت الخوف! - إنه صوت النجاة. - طالما أشعرتني بودك. - طبعا؛ فإنك زوج أخي المحبوب!
فنهضت نحوه بحركة رشيقة ومالت قليلا حتى غزته بشذاها الطيب وقالت: بل حدثني عن مكنون قلبك.
فوقف مذعورا، وتباعد قائلا: صارحتك بكل شيء. - أنت خائف! - كلا! - تخاف أخاك، تخاف أباك، تخاف نفسك. - كفى عذابا. - ليس للحيطان آذان ولا عيون.
فانفلت نحو الباب وهو يتمتم: وداعا.
وغادر البهو أعمى العين والقلب والبصيرة.
17
صفحه نامشخص