ابروى خوبي از جاه
رنخسدان شما
7
امتلأ عاشور بأنفاس الليل. انسابت إلى قلبه نظرات النجوم المتألقة. هفت روحه إلى سماء الصيف الصافية. قال ما أجدرها ليلة بالعبادة؛ كي يجثو فوق الأعتاب، كي يناجي رغبات نفسه الكظيمة، كي ينادي الأحبة وراء سياج المجهول.
وثمة شبح يقف منه على بعد شبرين يعكر عليه صفوه، ويشده إلى عالم القلق، فرفع صوته الأجش متسائلا: ماذا تنتظر يا معلم درويش؟
فلكزه درويش في صدره وهمس بحنق: أخفض صوتك يا بغل!
كانا يلبدان وراء تعريشة عند طرف القرافة بمشارف الصحراء. الجبل في أقصى اليمين والقبور إلى اليسار. لا نأمة، لا عابر سبيل، حتى أرواح الموتى مستكنة في مقر مجهول. في تلك الساعة من الليل، والخواطر تتجسد في الظلمة كالنذر، ويخفق القلب الطيب في غير ما ارتياح، همس عاشور: نورني نور الله قلبك.
فنهره هامسا: انتظر، أليس عندك صبر؟
ثم وهو يميل نحوه: لا أطالبك بعمل، سأقوم بكل شيء، عليك أن تحمي ظهري إذا اقتضى الأمر حماية.
ولكني لا أدري عما تنوي شيئا. - اسكت، سيكون لك الخيار.
صفحه نامشخص