149

حقيقة الإيمان

حقيقة الإيمان

ژانرها

٢- الخبر، كما يرد في الآيات القرآنية عامة، وهو على نوعين:
إما لعنًا في الدنيا، أو في الدنيا والآخرة.
فمن لعنه الله تعالى في القرآن في الدنيا والآخرة فهو كافر لا محالة خالدًا في جهنم ومن أهلها، وذلك كقوله تعالى: (إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابًا مهينًا) (١) .
وقوله تعالى: (إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم" (٢) .
أما من ذكر باللعنة في القرآن فقط - وليس في الدنيا والآخرة - فيصح أن يكون من المؤمنين الذين يبعدون عن رحمة الله في وقت من الأوقات، ويصح أن يكون من الكافرين.
كقوله تعالى في القاتل: (ومن يقتل مؤمنًا متعمدًا فجزاؤه جهنم خالدًا فيها، وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابًا عظيمًا) (٣) فهذا من المؤمنين المبعدين عن رحمة الله تعالى لفترة من الفترات.
وقوله تعالى: (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون) (٤) .
فهذه في الكافرين من اليهود، ثم يصدق القول فيها على من يفعل فعلهم كما فعلوه ويكون كافرًا كما كفروا. وملخص القول:

(١) "الأحزاب" ٥٧.
(٢) "النور" ٢٣ وهذه الآية قيل إنها نزلت في نساء النبي خاصة، وقاذفهن كافر بلا خلاف. روى ذلك عن ابن عباس وابن جبير والضحاك ورواية عن أحمد وغيرهم، وقيل إنها عامة لكنها تخص من قصد من قذف المؤمنة صدها عن الإيمان خوف العار، كما كان يفعل مشركي قريش في قذف المؤمنات اللواتي كن يهاجرن إلى المدينة فرارًا بدينهن، وكلا القولين في الكافرين.
(٣) "النساء" ٩٣.
(٤) "البقرة" ١٥٩.

1 / 149