فقالت له: ألا تزال تذكرنا يا مستر برون بعد هذا الغياب الطويل؟ - وهل أنساكم يا مولاتي؟ لو لم تقض علي التقادير بالاختفاء لما فارقتكم لحظة.
فقال المستر هوكر: الذنب ذنبي يا مستر برون، فهل تسامحني؟ - الحمد لله أن عاقبة كل ذلك للخير إن شاء الله.
فقال له إدورد باضطراب: أتيت في حينك يا مستر برون؛ فإننا في أشد الحاجة إليك. - لماذا؟ أتفاهمتم كفاية؟ - بل تراضينا في الحال يا سيدي برون، ولكن الأوراق ... الأوراق مفقودة. ما أنكد حظي! - وإذا كانت موجودة أفيسمح بها المستر هوكر عن طيب خاطر؟
فقال المستر هوكر: بل إني وهبتها بسرور من نفسي، فإذا بي أهب ورقا أبيض.
فقال إدورد: نحتاج إلى شهادتك ومعلوماتك يا مستر برون.
فقال برون: لا حاجة إلي في شيء، فها الأوراق.
وقدمها للايدي بنتن فدهشوا جميعا، وسري عنهم كأن خطبا عظيما نزل عن صدورهم.
فقال المستر هوكر: كيف اتصل الورق بك؟ فقد كدنا نختنق غما ونتفتت غيظا بسبب فقده.
فقال برون: اعذروني وسامحوني؛ فأنا سبب استلابه من منزل المستر هوكر، وقد استلبته لغاية حسنة فأرجوكم أن تسمعوا الحكاية، وثم احكموا كما تشاءون فإني كنت ولا أزال خادمكم الطائع الأمين.
فقالت اللايدي بنتن: اقعد وتكلم يا مستر برون؛ فإني لا أشك بحسن نيتك.
صفحه نامشخص