Haqeeqat-ul-Tawheed
حقيقة التوحيد
ناشر
دار سوزلر للطباعة والنشر
ویراست
الثانية
سال انتشار
١٩٨٨م
ژانرها
فمثلا إِن رَغْبَة حب الْبَقَاء بل عشقه عميقة فِي الْإِنْسَان هَذِه الرَّغْبَة العريقة لَا يحققها وَلَا يسكنهَا ويطمئنها إِلَّا من هُوَ مَالك لمقاليد الْكَوْن الَّذِي يفتح بَاب الْبَقَاء السرمدي أَمَام الْإِنْسَان بِالآخِرَة بعد أَن يُنْهِي هَذِه الدُّنْيَا الفانية ويغلق أَبْوَابهَا
وَهُنَاكَ رغبات أُخْرَى كَثِيرَة جدا أَمْثَال هَذِه الرَّغْبَة كلهَا ممتدة إِلَى غير نِهَايَة مَعْلُومَة ومتشعبة فِي ثنايا الكائنات جَمِيعًا فَهَذِهِ الرغبات جَمِيعًا مرتبطة ارتباطا وثيقا بِحَقِيقَة التَّوْحِيد وأنواره ومشدودة مَعَ سر الفردية وفيضها إِذْ لَا تَجِد اطمئنانها وسكونها لَدَى الَّذِي لَا يُؤمن بِالتَّوْحِيدِ وانفراد الله ﷾ لذا تبقى لَدَيْهِ هَذِه الرغبات عقيمة دون نتائج قَاصِرَة عَن بُلُوغ مداها مبتورة منكمشة حَقًا أَن حَاجَة الْإِنْسَان ورغباته لَا يشبعها إِلَّا الله
فالإيمان بالوحدانية وبقدرة الْفَرد الْوَاحِد الْأَحَد الْمُطلقَة إِذا هُوَ وَحده الْكَفِيل بإحلال الطُّمَأْنِينَة والسكون فِي تِلْكَ الرغبات المتأججة لَدَى الْإِنْسَان
من أجل هَذَا السِّرّ الْعَظِيم نرى الْقُرْآن الْكَرِيم يذكر التَّوْحِيد والوحدانية بِكُل حرارة وشوق ويكررها بِكُل
1 / 127