حنین به خرافه: فصولی در علم زائف
الحنين إلى الخرافة: فصول في العلم الزائف
ژانرها
objectivity
لا تعدو أن تكون «البينذاتية»
intersubjectivity ، أي إن الإجماع «الموضوعي» يتحصل بمقارنة إدراكات أفراد عديدين أحدها بالآخر ومضاهاتها بمعايير خارجية متفق عليها. إن الفرضيات في حقول البحث تقبل أو ترفض على أساس الدليل الذي بوسع أي ملاحظ قدير أن يمحصه بأن يعيد نفس الإجراءات المعلنة التي اتبعت لكي تنتجه في المقام الأول، فالظواهر المفترض وجودها يجب أن تكون قابلة للتكرار تحت ظروف منضبطة إذا كان لها أن تصدق. في هذه الساحة فإن أي فرضية يمكن أن تحظى بالقبول ما دامت قابلة للاختبار وما دام ثمة دليل يدعمها، وإن الأفكار التقليدية الراهنة مفتوحة للشك والمراجعة إذا كان ثمة معطيات جديدة وأكثر قبولا تؤيد التحسينات.
يغرم خصوم العلم بذكر بعض الأمثلة المؤسفة لمواقف «الحرس القديم» من العلماء الذين ظلوا متشبثين بنظريات قديمة أمدا أطول مما يجب بالنظر إلى الأدلة الجديدة المتاحة التي تقوض تلك النظريات، وهم بالطبع غير مولعين بنفس الدرجة بذكر الأمثلة الكثيرة الأخرى لفروع علمية كاملة غيرت قناعاتها بسرعة مشهودة عندما ووجهت بنتائج جديدة ثورية، مثل: قبول الفيزيائيين لميكانيكا الكوانتم، أو مثل المراجعة السريعة للتصور الطبي لقروح المعدة بعد اكتشاف باري مارشال أنها بسبب بكتريا هليكوباكتر بايلوري. ونحن هنا نتحدث عن المعايير المثالية للسلوك العلمي، تلك المعايير التي تميز العلم عن باقي مجالات الخطاب البشري.
هذه المعايير المثالية بالطبع ليست مستوفاة في جميع الحالات؛ لأن العلم يمارسه بشر. العلماء بشر، فهم عرضة للتقصير في اتباع معايير السلوك العلمي ومنهجه، شأنهم في ذلك شأن أصحاب كل مهنة أخرى كالأطباء والمحامين والمعلمين والصحفيين ... إلخ، لكن طرائق البحث العلمي ومعايير السلوك العلمي كفيلة بأن ترد كل انحراف إلى الجادة: نظام مراجعة النظراء، المجموعات الضابطة والعمى المزدوج ... إلخ. وضعت هذه النظم لكي تمنع ما هيئت له عقولنا وأنظمتنا من مزالق، وتعوض ما هو مبيت فيها من قصور. تتحلى المنظومة العلمية بخاصة «التصحيح الذاتي»
self-correction ، وهي أقرب الأنشطة الاجتماعية للوضع المثالي للديمقراطية: السوق المفتوحة للأفكار. (3) أمارات العلم الزائف (3-1) أمارات حقول العلم الزائف
للعلم الزائف أمارات عديدة، ولا يلزم أن تلتصق جميعا بحقل ما أو بأحد ممارسيه لكي نسميه علما زائفا، بل يكفي أن يلتصق به عدد معقول منها لكي يوقع الشك بأنه علم زائف. يزداد هذا الشك أو يقل وفقا لمقدار هذه الوصمات، ولكن ليس ثمة حد صارم ينتهي عنده العلم الأصيل ويبدأ العلم الزائف. ومن الحق أيضا أن بعض حقول البحث تبدأ كعلوم زائفة ثم تحسن وضعها بتحسين معاييرها وإجراءاتها، فتحظى تدريجيا بالاعتبار وتتحول إلى علم أصيل؛ من ذلك أن الخيمياء
alchemy
تطورت إلى الكيمياء الحديثة، والأستيوباثيا
osteopathy (المعالجة بتقويم العظام) جددت نفسها شيئا فشيئا حتى اندمجت في الطب العلمي.
صفحه نامشخص