ولذلك قال ابن الزبير: " لو قنع الناس بأرزاقهم قناعتهم بأوطانهم ما اشتكى عبد الرزق ".
وترى الأعراب تحن إلى البلد الجدب، والمحل القفر، والحجر الصلد، وتستوخم الريف، حتى قال بعضهم:
أتجلين في الجالين أم تتصبري
على ضيق عيش والكريم صبور
فبالمصر برغوث وحمى وحصبة
وموم وطاعون وكل شرور
وبالبيد جوع لا يزال كأنه
ركام بأطراف الإكام يمور
وترى الخضري يولد بأرض وبقاء وموتان وقلة خصب، فإذا وقع ببلاد أريف من بلاده، وجناب أخصب من جنابه، واستفاد غنى، حن إلى وطنه ومستقره.
ولو جمعنا أخبار العرب وأشعارها في هذا المعنى لطال اقتصاصه، ولكن توخينا تدوين أحسن ما سنح من أخبارهم وأشعاهم، وبالله التوفيق.
صفحه ۳۸۸