ومن الاعتراض بأكثر قوله تعالى
فأتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين نساؤكم حرث لكم
فإن عرض الإتيان من حيث أمر الله هو طلب النسل، وقوله
نساؤكم حرث لكم
بيان لهذا الغرض. وأجاز بعض من قال إن النكتة قد تكون غير ما ذكر، كدفع إيهام خلاف المقصود، أن يكون الاعتراض آخر جملة، لا تليها جملة متصلة بها معنى، بل تم بها الكلام. أو تلته جملة غير متصلة بها معنى، وهو اصطلاح مذكور فى مواضع من الكشاف، فيشمل التذييل مطلقا، والذى عندى أن قوله { وأتوا به متشابها } معترض بين كلامين متصلين معنى، فإن قوله { أن لهم جنات تجرى من تحتها الأنهار } إلخ متصل بقوله. { ولهم فيهآ أزواج مطهرة } مبرءات مما يختص بالنساء من الأقذار، كالحيض والنفاس، وما لا يختص بهن كالبول والغائط وسائر الأقذار والنتن، وما يغلب فيهن كدنس الطبع وسوء الخلق فى القول والفعل والقذر والخيانة عن الحسن عن رسول الله - صلى الله عله وسلم - أنه قال فى نساء الجنة
" يدخلنها عربا أترابا لا يحضن ولا يلدن ولا يتمخطن ولا يقضين حاجة الإنسان "
وليس فى الجنة قذر. وقيل مطهرة من الإثم والأذى ومساوئ الأخلاق. والمراد فى الآية نساء الدنيا فى الجنة والحور العين، وقال بعضهم هن نساء الدنيا طهرن من أقذار الدنيا، وقيل نساء الدنيا طهرن من مساوئ الأخلاق. ولا ولادة فى الجنة إلا إن اشتهاها السعيد فتلد له فى الوقت بلا وجع ولا قذر. وروى ابن ماجه عن أسامة بن زيد
" أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال ذات ذا يوم لأصحابه " ألا مشمر للجنة فإن الجنة لا خطر لها، أى لا عوض لها ورب الكعبة، نور يتلألأ، وريحانه تهتز، وقصر مشيد، ونهر مطرد، وفاكهة كثيرة نضيجة، وزوجة حسناء جميلة، وحلل كثيرة فى مقام أبدا فى حبرة ونضرة، فى دار عالية سليمة بهية " ، قالوا نحن المشمرون لها يا رسول الله، قال قولوا إن شاء الله، ثم ذكر الجهاد وحض عليه "
، ذكره القرطبى. قال جابر بن عبد الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" أهل الجنة يأكلون ويشربون ولا يبولون ولا يتغوطون ولا يتمخطون ولا يبزقون، يلهمون الحمد والتسبيح كما يلهمون النفس طعامهم جشاء رشحهم كرشح المسك "
صفحه نامشخص