410

هميان الزاد إلى دار المعاد

هميان الزاد إلى دار المعاد

مناطق
الجزایر

إلى قوله

فهل أنتم منتهون

فقال عمر انتهينا يا رب. قال الفخر علم الله أن القوم قد ألفوا شرب الخمر، وأنه يشق عليهم منها دفعة، فدرجهم فى التحريم رفقا بهم، ويروى أنه شربها حمزة بن عبد المطلب حتى سكر فلقيه رجل من الأنصار، ومعه ناضح، أى جمل يسقى عليه النخل والشجرة أو الحرث، يتمثل ببيتين لعكب بن مالك فى مدح قومه

جمعنا مع الإيواء نصرا وهجرة ولم نر حيا مثلنا فى المعاشر فأحياؤنا من خير أحياء من مضى وأمواتنا من خير أهل المقابر

فقال حمزة أولئك المهاجرون، فقال الأنصارى بل نحن، فتنازعا حتى جرد حمزة سيفه، ومشى إلى الأنصارى، فهرب منه وترك ناضحه، فظفر به حمزه فقطعه، وجاء الأنصارى مشتكيا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عمر إن الخمر متلفة للمال مذهبة للعقل. فغرم له النبى صلى الله عليه وسلم ناضحة، فنزل { يسألونك عن الخمر والميسر } الآية فامتنع قوم من شربها، وبقى قوم حتى دعى محمد بن عبد الرحمن الزهرى قوما فأطعمهم وسقاهم الخمر حتى سكروا، وحضر وقت الصلاة فقدموا رجلا يقال له أبو بكر بن جعونة، وكان حليفا للأنصار، فصلى بهم، وقرأ فى صلاته { قل يا أيها الكافرون أعبد ما تعبدون } وبلغ ذلك النبى صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى

يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى

فقال عمر إن الله ليقرب فى تحريمها، وأنه سيحرمها، وقد مر أنه صلى الله عليه وسلم قال ذلك، فلعل عمر قال ذلك عنه صلى الله عليه وسلم، أو اتفق لهما جميعا، فكانوا يشربونها بعد صلاة العتمة وبعد صلاة الفجر، حتى عمل سعد بن أبى وقاص الزهرى وليمة على رأس جزور، ودعى أناسا من المهاجرين والأنصار، وأكلوا وشربوا وسكروا، وعمد واحد من الأنصار إلى الحى جزور فضرب به أنف سعد ، فجاء سعد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله

إنما الخمر والميسر والأنصاب

إلى قوله

لعلكم تفلحون

صفحه نامشخص