[2 - سورة البقرة]
[2.1]
بسم الله الرحمن الرحيم { الم } كان الحسن يقول ما أدرى ما تفسير الم والر والمص وما أشبه ذلك، غير أن قوما من المسلمين يقولون أسماء السورة ومفاتحها، ونقله الماوردى وغيره عن زيد بن أسلم، ونسبه فى الكشاف إلى الأكثر، سميت بها إشعارا بأنها كلمات معروفة التركيب، فلو لم تكن وحيا من الله تعالى لن تتساقط مقدرتهم عن معارضتها، واختاره الخليل وسيبويه، ونسبه بعض إلى أكثر المتكلمين، ورده الفخر بأنها لو كانت أسماء السور لوجب اشتهارها بها، وقد اشتهرت بغيرها، كسورة البقرة وآل عمران، وعن على الر وحم ونون اسم الله الرحمن قيل ذلك ونحوه أسماء الله مقطعة، لو علم الناس تأليفها كلها لعلموا اسم الله الأعظم، وكذا نقله ابن عطية وهو مروى عن على وابن عباس، فإنهم ولو علموا جمع الرحمن لكنهم لا يعلمون سائر الأسماء، وقيل كل حرف مقطوع من أول اسم من أسماء الله، فالألف مفتاح اسم الله، واللام مفتاح اسم لطيف، والميم مفتاح اسم مجيد، واختاره الزجاج، وقيل الألف آلاء الله، واللام لطفه، والميم ملكه أو مجده، والعرب تشير إلى الكلمة أو الكلام، أى الحروف بذكر بعض، كما يقال تعلمت ا ب ت ث، وتريد حروف التهجى كلها، وكما قال الراجز
قلت لها قفى فقالت لى قاف لا تسحبى إنا نسينا الإيجاف
أى الإسراع، والأصل فقالت لى وقفت فاقتصر على ذكر القاف ولك كتبه هكذا، فقال لى ق ويقرأ قاف، كما نكتب { ق والقرآن } ونقرؤه قاف والقرآن، وكقوله
بالخير خيرات وإن شرافا ولا ما أريد الشر إلا أن تا
أراد وإن شرا فشر وإلا أن تشا، فاقتصر على التاء والفاء وأشبعهما، وكقوله
ناداهم ألا الجموا إلاتا قالوا جميعا كلهم ألافا
أراد ألا فاركبوا، كذلك وعن ابن عباس الم أنا الله أعلم، وقيل أسماء السور، وبه قال جماعة من المحققين، وعن ابن عباس أقسام أقسم الله بها، وخص تلك الحروف لشرفها وفضلها، لأنها مبانى كتبه المنزلة، وأسماؤه الحسنى، والمراد كل الحروف وإن اقتصر على بعضها، وجواب القسم ما بعدهن، قلت يعترض ذلك بأن منها ما لا يصلح ما بعده جوابا لقسم فلا يكون قسما، كقوله تعالى
الم أحسب الناس
صفحه نامشخص