الآن وقد كنتم
الآن وقد عصيت
فى يونس، وفى قوله
عادا الأولى
فى النجم كما يأتى إن شاء الله. { فذبحوها } عطف على محذوف أى ثم وجدوها فذبحوها أو وجدوها فذبحوها، والمحذوف معطوف على قالوا، يعنى أنهم وجدوا بقرة على الصفات كلها التى وصفها موسى عليه السلام، ومرادى بوجودها حصولها بالشراء فى أيديهم، ولذا كان العطف بالفاء الاتصالية، ويحتمل تقدير وجود الملاقاة معها فيقدر محذوف آخر، أى ثم وجدوها عند يتيم بار بأمه واشتروها منه، وقد بلغ أو لم يبلغ، لأنه وقع برضى أمه، وبأمر الوحى، ولأن ذلك مصلحة له فذبحوها. { وما كادوا يفعلون } هذه الجملة الكبرى حال من واو ذبحوها، يعنى أنه حصل ذبحهم بعد ما بعدوا عن الذبح بالاستقصاء فى السؤال، والحال محكية كأنه قيل إنهم وقت الذبح قد اتصفوا بعدم المقاربة للفعل قبله، وذلك أنهم بعدوا عن الفعل وهو الذبح، ثم ذبحوا، فإثبات كاد إثبات ونفى نفى، وليس كما يقال إن نفيها إثبات وإثباتها نفى، ثم رأيت القاضى وان هشام ذكرا أن نفيها نفى، قال ابن هشام يقول المعربون إن كاد إثباتها نفى ونفيها إثبات، فإذا قيل كاد يفعل فمعناه أنه لم يفعل، وإذا قيل لم يكد يفعل فمعناه أنه فعل، والصواب خلاف قولهم، وقد استدلوا على الأول بقوله تعالى
وإن كادوا ليفتنونك
، وقول الشاعر
كادت النفس أن تفيض عليه
وعلى الثانى بقوله { وما كادوا يفعلون } ، وقد اشتهر ذلك بينهم حتى جعله المعرى لغزا فقال
أنحوى هذا العصر ما هى لفظة جرت فى لسانى جرهم وثمود إذا استعملت فى صورة الجحد أثبتت وإن أثبتت قامت مقام جحود
صفحه نامشخص