أى بينا لهم. وقال أبو المعالى دعوناهم. وقوله تعالى
إن علينا للهدى
أى التبيين، وبمعنى الإرشاد، قلت ذلك كله بمعنى الإرشاد، وإن شئت فقل بمعنى التبيين، والمعنى واحد وذلك أن للهدى معنيين أحدهما ذلك، والآخر هو الإيصال إلى المقصود وهو المراد فى { اهدنا الصراط المستقيم } وكلا المعنيين إنما يكون بلطف، ولذلك لا نستعمل الهداية إلا فى الخير، وأما
فاهدوهم إلى صراط الجحيم
فعلى إلهكم، وأنواع الهداية لا تنحصر بعد لكنها تنحصر فى أجناس الأول إفاضة القوى التى يتمكن بها المرء من الاهتداء إلى مصالحه كالقوة العقلية، قيل والحواس الباطنة والمشاعر الظاهرة، أعنى أن يفيض الله القوات على الإنسان حتى يتمكن بها من الاهتداء إلى مصالحه كالقوة التى تكون فى القلب يعقل بها، وكالحواس الباطنة، على أن فى الباطن خمس حواس، كما أن فى الظاهر خمسا كذا قيل، وليس كذلك، بل الحواس الظاهرة هى باطنه من حيث إدراكها الأشياء. الثانى نصب الدلائل الفارقة بين الحق والباطل، والصلاح والفساد كقوله تعالى
وهديناه النجدين
أى طريق الخير والشر، وقوله جل وعلا
وأما ثمود فهديناهم
ولذلك جاز بعده،
فاستحبوا العمى على الهدى
صفحه نامشخص