لما أرسلت من القصر، جئت أحمل القرابين بمصاحبة الضربات النازلة على يدي في جدية وسرعة. وها هو ذا خدي يحمل طابع الجروح الدامية حيث حفرت أظفاري شقوقا جديدة - ومع ذلك، فطوال حياتي قلبي مفعم بالأحزان. رن صوت التمزيق عاليا على نغم اللطمات المحزنة وهي تمزق صديريتي المصنوعة من التيل المنسوج حيث يغطي صدري ثوب مضروب بسبب الحظ، الغريب على كل ضحك.
بينا أنا كذلك إذ بصوت مجلجل أوقف كل شعرة على طرفها. فقد أطلقت القوة الموحية التي تتنبأ لهذا البيت عن طريق الأحلام بصوت الغضب أثناء النوم، أطلقت صرخة فزع وسط سكون الليل البهيم، ارتفعت من أبعد حجرة في الداخل، فوقعت ثقيلة على مقصورة النساء،
5
وقام مفسرو الأحلام الشبيهة بهذا الحلم، ففسروا مشيئة السماء المرتبطة بعهد؛ فقرروا أن من تحت الأرض يشكون في غضب مرير، وأنهم غاضبون ضد القتلة.
ولكي تدرأ شر هذه البركة غير المباركة (وا أماه الأرض!) أرسلتني تلك التي لا آلهة لها. غير أنني أخاف أن أنطق بالألفاظ التي أمرتني بأن أقولها؛ إذ أي تكفير هنا للدم إذا ما أريق على الأرض؟ أواه، يا وطيس الحزن الشديد! أواه، أيها البيت الواقع في الدمار! تلف البيت الآن ظلمة لا تنيرها الشمس، ويمقتها البشر، إذ قتل سيد هذا البيت.
ليس بمكنة أي فرد أن يتخيل رهبة عظمتك، ولا أحد يستطيع مقاومتها، ولا بمقدور أي مخلوق أن يلطف من حدتها، تلك التي اخترقت آذان الجميع وقلوبهم، قد أطلقت الآن، بيد أن البشر يحسون بالخوف. لأن النجاح يبدو في عيون الناس إلها بل وأكثر من إله. ولكن ميزان العدالة المتزن ساهر على المراقبة؛ فيسقط بسرعة على بعض الذين لا يزالون واقفين في الضوء؛ وأحيانا تنتظر الأحزان المتلكئة في شفق جوار الحياة، ويلف البعض ليل واهن.
وإذ شربت الأرض المغذية، كفايتها من الدم، بقيت الدماء المنتقمة متخثرة ولن تذوب. تجتاح الكارثة روح الرجل المذنب وتشرد ذهنه حتى ليغرق في البؤس التام والكامل.
لا علاج لمن يعتدي على مخدع العروس. فرغم سريان جميع المجاري في تيار واحد لتطهير الدم من يد ملوثة، فإنها تسرع في طريقها بغير فائدة.
أما أنا، فبما أن الآلهة أحاطت مدينتي بمصير محتوم (إذ ساقوني بعد بيت أبي إلى مصير الرق) يهدف، ضد إرادتي، إلى قهر عداوتي المريرة ويستسلم إلى نصح سادتي - سواء أكان ذلك النصح عادلا أو غير عادل. ومع ذلك، فمن وراء خماري، وقد تجمد قلبي من الحزن الدفين، أبكي أفعال سيدي الخبيثة.
إلكترا :
صفحه نامشخص