حلاج
الحسين بن منصور الحلاج: شهيد التصوف الإسلامي (٢٤٤–٣٠٩ﻫ)
ژانرها
تلك هي الخطوط الرئيسية لمنهج الحلاج، الذي دوى في سماء بغداد، فأطلق العواصف المرعدة، وأثار المعارك الملتهبة، وانقسم الناس حياله، كما يقول المستشرق نيكلسون إلى حلاجية، وخصوم للحلاجية.
يقول ماسنيون: «إن الحلاج أحيا بمنهجه هذا، وبحميته الثائرة، وبشخصيته الباهرة، الآمال العريضة، والأحلام الجميلة، التي كانت تعيش في أعماق الأمة الإسلامية، فالتفت حوله الجماهير، واندفع في تياره كثير من الأمراء والوزراء والقادة.»
وفي الناحية الأخرى، أحاطت بالحلاج الأحقاد والخصومات العنيفة الملتهبة، لقد جاء ليزلزل نظاما، ويحطم حكما، ويحارب فسادا شامخا، وينتزع من الزعامات الفكرية والروحية مكانا سامقا!
لقد لقبه الإمام الجنيد من أجل هذا المنهج برجل المطامع، وهي كلمة لها معناها ودلالتها وهدفها.
يقول الإصطخري: «إن كثيرا من علية القوم رأوا حينئذ في الحلاج أنه الرئيس القطب.»
الرئيس القطب رجل المطامع، الذي ينشد الخلافة لنفسه، إن هذا وحده يكفل للحلاج عداوة شامخة مريرة، من كافة القوى المنتفعة بالخلافة، وما يحيط بها وما يدور في فلكها.
وزاد من عنف المعركة، أن الحلاج كان بطبيعته المؤمنة الثائرة، مهاجما قاسيا عنيفا، لا يعرف المهادنة ولا يعترف بالتقية، ولا يرضى بأنصاف الحلول.
هاجم الشيعة وطالب بعزلهم عن الخراج، وإبعادهم عن بيت المال، لقد أرهقوا الناس، وأفسدوا الضمائر، واختلسوا الأموال، واحتكروا الأرزاق.
وهاجم المعتزلة؛ لأنهم حصروا أنفسهم في قوالب فلسفية، وأهملوا دعوة الإصلاح والحرية.
وحارب الوزراء الذين تخرجوا من المدارس النسطورية، وكانوا من أصول نصرانية، كابن وهب، وابن نوبخت؛ لأن في قلوبهم بقية ملحدة تحارب الإسلام، ولا تؤمن بدعوته.
صفحه نامشخص